كتاب عون الحنان في شرح الأمثال في القرآن

قط إلا اليوم، فنزل منه ملك، فقال: هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم، فسلم وقال: أبشر بنورين لم يؤتهما نبى من قبلك: فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منها إلا أعطيته» الحديث رواه مسلم فى صلاة المسافرين، باب فضل الفاتحة وخواتيم سورة البقرة.
وروى الحاكم فى المستدرك بإسناد صحيح، عن معقل بن يسار، رضى الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اعملوا بالقرآن، أحلوا حلاله، وحرموا حرامه، واقتدوا به، ولا تكفروا بشيء منه، وما تشابه عليكم فردوه إلى الله وإلى أولى العلم من بعدى كيما يخبروكم، وآمنوا بالتوراة والإنجيل والزبور، وما أوتى النبيون من ربهم وليسلم القرآن وما فيه من البيان، فإنه أول شافع مشفع، وما حل (¬1) مصدق، وإنى أعطيت سورة البقرة من الذكر الاول (¬2) وأعطيت طه والطواسين من ألواح موسى، وأعطيت فاتحة الكتاب من تحت العرش».
وروى الدرامي والترمذى، رحمه الله، عن أنس، رضى الله عنه، عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن لكل شىء قلبا، وقلب القرآن يس، ومن قرأ يس كتب الله له بقراءتها قراءة القرآن عشر مرات» ورمز فى الجامع لضعفه، وصححه شارحه، وقال الشوكانى فى التحفة: قال الترمذى: هذا حديث غريب.
وأخرج النسائى، وأبو داود، وابن ماجة، وابن حبان، رحمهم الله، عن معقل بن يسار، عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «قلب القرآن يس، لا يقرأها رجل يريد الله والدار الآخرة إلا غفر له، اقرءوها على موتاكم» أى من حضر الموت. قال فى التحفة: وصححه ابن حبان والحاكم.
وأخرج ابن حبان وابن السنى، عن جندب، رضى الله عنه، أنه صلى الله عليه وسلم قال: «من قرأ يس فى ليلة القدر ابتغاء وجه الله غفر له»، وأخرجه الطبرانى، عن أبى هريرة، وفى إسناده غالب بن تميم، وهو ضعيف. وأما حديث: «من داوم على قراءة يس فى كل ليلة، ثم مات، مات شهيدا»، ففي إسناده سعيد بن موسى الأزدى، وهو كذاب.
وروى البخارى، عن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لقد أنزلت علىّ الليلة سورة لهى أحب إلى مما طلعت عليه الشمس»، ثم قرأ: إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً [الفتح: 1].
¬__________
(¬1) أى خصم مجادل مصدق. أ. هـ نهاية.
(¬2) وهو الكتب المنزلة على الأنبياء المتقدمين.

الصفحة 22