كتاب الزهد لأحمد بن حنبل

153 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ يَزِيدَ يَعْنِي ابْنَ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: " جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَكَلَتْنَا الضَّبُعُ فَقَالَ: " §غَيْرُ ذَلِكَ أَخْوَفُ عَلَيْكُمْ؛ أَنْ تُصَبَّ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا صَبًّا، فَلَيْتَ أُمَّتِي لَا يَلْبَسُونَ الذَّهَبَ، فَقُلْتُ لِزَيدِ بْنِ وَهْبٍ: مَا الضَّبُعُ؟ قَالَ: السَّنَةُ "
154 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ مَلْعُونٌ مَا فِيهَا إِلَّا مَا كَانَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»
155 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قِيلَ: " لَمَّا احْتُضِرَ سَلْمَانُ رَحِمَهُ اللَّهُ بَكَى، فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ وَأَنْتَ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: «§مَا أَبْكِي أَسَفًا عَلَى الدُّنْيَا، وَلَا رَغْبَةً فِيهَا، وَلَكِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهِدَ إِلَيْنَا عَهْدًا فَتَرَكْنَاهُ؛ عَهِدَ إِلَيْنَا أَنْ تَكُونَ بُلْغَةُ أَحَدِنَا كَزَادِ الرَّاكِبِ» قَالَ: ثُمَّ نَظَرَ فِيمَا تَرَكَ، فَإِذَا قِيمَةُ مَا تَرَكَ بِضْعٌ وَعِشْرُونَ دِرْهَمًا، أَوْ: بِضْعٌ وَثَلَاثُونَ دِرْهَمًا "
156 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شِمْرٍ، عَنْ مُغِيرَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ الْأَخْرَمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§لَا تَتَّخِذُوا الضَّيْعَةَ فَتَرْغَبُوا فِي الدُّنْيَا»
157 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي السَّفَرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: " مَرَّ بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ نُصْلِحُ خُصًّا قَالَ: فَقَالَ: «مَا هَذَا؟» قَالَ: فَقُلْنَا: خُصًّا وَهَا فَنَحْنُ نُصْلِحُهُ قَالَ: فَقَالَ: «§مَا أَرَى الْأَمْرَ إِلَّا أَعْجَلَ مِنْ ذَلِكَ»
158 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ قَالَ: " صَحِبَ سَلْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَبْسٍ لِيَتَعَلَّمَ مِنْهُ قَالَ: وَكَانَ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَفْضُلَهُ فِي عَمَلِهِ؛ إِنْ عَجَنَ خَبَزَ، وَإِنْ سَقَى الرِّكَابَ هَيَّأَ الْعَلَفَ لِلدَّوَابِّ قَالَ: حَتَّى انْتَهَى إِلَى دِجْلَةَ، وَهِيَ تَطْفَحُ قَالَ: قَالَ لَهُ سَلْمَانُ: انْزِلْ فَاشْرَبْ قَالَ لَهُ: ازْدَدْ فَازْدَادَ قَالَ: كَمْ تُرَاكَ نَقَصْتَ مِنْهَا قَالَ: فَقَالَ: مَا عَسَى أَنْ يَنْقُصَ مِنْ هَذِهِ، قَالَ: فَقَالَ سَلْمَانُ: §فَكَذَلِكَ الْعِلْمُ؛ تَأْخُذُ مِنْهُ وَلَا تُنْقِصُهُ قَالَ مَرَّةً: وَلَا يَنْقُصُ فَعَلَيْكَ بِمَا يَنْفَعُكَ قَالَ: فَعَبَرْنَا إِلَى نَهْرٍ دَنٍّ، فَإِذَا الْأَكْدَاسُ عَلَيْهِ مِنَ الْحِنْطَةِ، وَالشَّعِيرِ، فَقَالَ: يَا أَخَا بَنِي عَبْسٍ، أَمَا تَرَى الَّذِي فَتَحَ خَزَائِنَ هَذِهِ عَلَيْنَا كَانَ يَرَاهَا وَمُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيٌّ؟ قَالَ: قُلْتُ: بَلَى قَالَ: فَوَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ، لَقَدْ كُنَّا نُمْسِي وَنُصْبِحُ، وَمَا فِينَا قَفِيزٌ مِنْ قَمْحٍ، قَالَ: ثُمَّ سَارَ حَتَّى انْتَهَى إِلَى جَلُولَاءَ، فَذَكَرَ مَا فَتَحَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِمْ فِيهَا مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، فَقَالَ: يَا أَخَا بَنِي عَبْسٍ، أَمَا تَرَى الَّذِي فَتَحَ هَذِهِ عَلَيْنَا كَانَ يَرَاهَا وَمُحَمَّدٌ حَيٌّ؟ قَالَ: قُلْتُ: بَلَى قَالَ: فَوَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ، لَقَدْ كَانُوا يُمْسُونَ وَيُصْبِحُونَ وَمَا فِيهِمْ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ "

الصفحة 27