كتاب الزهد لأحمد بن حنبل

216 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أبِي، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ يَعْنِي ابْنَ عَيَّاشٍ، عَنْ إِدْرِيسَ بْنِ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: " كَانَ لِسُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَلْفُ بَيْتٍ؛ أَعْلَاهَا قَوَارِيرُ، وَأَسْفَلُهَا حَدِيدٌ، فَرَكِبَ الرِّيحَ يَوْمًا، فَمَرَّ بِحَرَّاثٍ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ الْحَرَّاثُ، فَقَالَ: لَقَدْ أُوتِيَ آلُ دَاوُدَ مُلْكًا عَظِيمًا، فَحَمَلَتِ الرِّيحُ كَلَامَهُ، فَأَلْقَتْهُ فِي أُذُنِ سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ: فَنَزَلَ حَتَّى أَتَى الْحَرَّاثَ، فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ قَوْلَكَ، وَإِنَّمَا مَشَيْتُ إِلَيْكَ لِئَلَّا تَتَمَنَّى مَا لَا تَقْدِرُ عَلَيْهِ، §لَتَسْبِيحَةٌ وَاحِدَةٌ يَقْبَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ خَيْرٌ مِمَّا أُوتِيَ آلُ دَاوُدَ، فَقَالَ الْحَرَّاثُ: أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّكَ، كَمَا أَذْهَبْتَ هَمِّي "
217 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أبِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: " قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لِابْنِهِ: «يَا بُنَيَّ، §لَا تُكْثِرِ الْغَيْرَةَ عَلَى أَهْلِكَ فَتُرْمَى بِالسُّوءِ مِنْ أَجْلِكَ، وَإِنْ كَانَتْ بَرِيئَةً، يَا بُنَيَّ، إِنَّ مِنَ الْحَيَاءِ ضَعْفًا، وَمِنْهُ وَقَارًا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، يَا بُنَيَّ، إِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ تَغِيظَ عَدُوَّكَ فَلَا تَرْفَعِ الْعَصَا عَنِ ابْنِكَ، يَا بُنَيَّ كَمَا يَدْخُلُ الْوَتِدَ بَيْنَ الْحَجَرَيْنِ، وَكَمَا تَدْخُلُ الْحَيَّةُ بَيْنَ الْجُحْرَيْنِ فَكَذَلِكَ تَدْخُلُ الْخَطِيئَةُ بَيْنَ الْبَيْعَيْنِ»
218 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي أبِي، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ قَالَ: قَالَ سُلَيْمَانُ النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «§عَجَبًا لِتَاجِرٍ كَيْفَ يَخْلُصُ؟ يَحْلِفُ بِالنَّهَارِ، وَيَنَامُ بِاللَّيْلِ»
219 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أبِي، حَدَّثَنَا سَيَّارٌ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ قَالَ: بَلَغَنَا " أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ قَالَ لِابْنِهِ: يَا بُنَيَّ، §امْشِ وَرَاءَ الْأَسَدِ وَالْأُسُودِ، وَلَا تَمْشِ وَرَاءَ امْرَأَةٍ "
220 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أبِي، حَدَّثَنَا عَارِمٌ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ دَاوُدَ قَالَ لِسُلَيْمَانَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ: «أَيُّ شَيْءٍ أَبْرَدُ؟ وَأَيُّ شَيْءٍ أَحْلَى؟ وَأَيُّ شَيْءٍ أَقْرَبُ؟ وَأَيُّ شَيْءٍ أَبْعَدُ؟ وَأَيُّ شَيْءٍ أَقَلُّ؟ وَأَيُّ شَيْءٍ أَكْثَرُ؟ وَأَيُّ شَيْءٍ آنَسُ، وَأَيُّ شَيْءٍ أَوْحَشُ؟» قَالَ: «§أَحْلَى شَيْءٍ رَوْحُ اللَّهِ بَيْنَ عِبَادِهِ، وَأَبْرَدُ شَيْءٍ عَفْوُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَنْ عِبَادِهِ، وَعَفْوُ الْعِبَادِ بَعْضِهِمْ عَنْ بَعْضٍ، وَآنَسُ شَيْءٍ الرُّوحُ تَكُونُ فِي الْجَسَدِ، وَأَوْحَشُ شَيْءٍ الْجَسَدُ تُنْزَعُ مِنْهُ الرُّوحُ، وَأَقَلُّ شَيْءٍ الْيَقِينُ، وَأَكْثَرُ شَيْءٍ الشَّكُّ، وَأَقْرَبُ شَيْءٍ الْآخِرَةُ مِنَ الدُّنْيَا، وَأَبْعَدُ شَيْءٍ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ» أَوْ كَمَا قَالَ
221 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى قَالَ: " قَالَ سُلَيْمَانُ عَلَيْهِ السَّلَامُ لِابْنِهِ: «يَا بُنَيَّ، إِنَّ §مِنْ سَيِّئِ الْعَيْشِ النُّقْلَةَ مِنْ مَنْزِلٍ إِلَى مَنْزِلٍ»
221 - قَالَ: وَقَالَ سُلَيْمَانُ عَلَيْهِ السَّلَامُ لِابْنِهِ: «§عَلَيْكَ بِخَشْيَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ فَإِنَّهَا غَلَبَتْ كُلَّ شَيْءٍ»

الصفحة 36