كتاب الزهد لأحمد بن حنبل

479 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْأَذْرَمِيُّ، حَدَّثَنَا مُلْبِدٌ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: " قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لِلْحَوَارِيِّينَ: يَا مَعْشَرَ الْحَوَارِيِّينَ، §لَا تُلْقُوا اللُّؤْلُؤَ لِلْخِنْزِيرِ؛ فَإِنَّهُ لَا يَصْنَعُ بِهِ شَيْئًا، وَلَا تُعْطُوا الْحِكْمَةَ مَنْ لَا يُرِيدُهَا؛ فَإِنَّ الْحِكْمَةَ أَحْسَنُ مِنَ اللُّؤْلُؤِ، وَمَنْ لَا يُرِيدُهَا أَشَرُّ مِنَ الْخِنْزِيرِ "
480 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي أبِي، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ: " قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لِلْقُرَّاءِ: يَا مِلْحَ الْأَرْضِ، §لَا تَفْسُدُوا؛ فَإِنَّ الشَّيْءَ إِذَا فَسَدَ إِنَّمَا يُصْلِحُهُ الْمِلْحُ، وَإِنَّ الْمِلْحَ إِذَا فَسَدَ لَمْ يُصْلِحْهُ شَيْءٍ "
481 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا أبِي، حَدَّثَنَا هَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، أَنْبَأَنَا ابْنُ عَلَّاقٍ، عَنْ زُرْعَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: " لَحَقٍّ أَقُولُ لَكُمْ: §كَمَا لَا يَسْتَطِيعُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَبْنِيَ عَلَى مَوْجِ الْبَحْرِ دَارًا؛ كَذَلِكُمُ الدُّنْيَا لَا تَتَّخِذُوهَا قَرَارًا "
482 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي أبِي، حَدَّثَنَا هَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ مَيْسَرَةَ قَالَ: قَالَ الْمَسِيحُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: §إِنْ أَحْبَبْتُمْ أَنْ تَكُونُوا أَصْفِيَاءَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَنُورَ بَنِي آدَمَ مِنْ خَلْقِهِ، فَاعْفُوا عَمَّنْ ظَلَمَكُمْ، وَعُودُوا مَنْ لَا يَعُودُكُمْ، وَأَحْسِنُوا إِلَى مَنْ لَا يُحْسِنُ إِلَيْكُمْ، وَأَقْرِضُوا مَنْ لَا يُجْزِيكُمْ "
483 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي أبِي، أَخْبَرَنَا هَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَلَّاقٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَشْيَاخِهِ أَنَّ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ §مَرَّ بِعَقَبَةِ أَفِيقٍ، وَمَعَهُ رَجُلٌ مِنْ حَوَارِيِّيهِ، فَاعْتَرَضَهُمْ رَجُلٌ، فَمَنَعَهُمُ الطَّرِيقَ، وَقَالَ: لَا أَتْرُكُكُمَا تَجُوزَانِ حَتَّى أَلْطِمَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمَا لَطْمَةً فَأَدَارَاهُ، فَأَبَى إِلَّا ذَلِكَ، فَقَالَ عِيسَى: أَمَّا خَدِّي فَالْطِمْهُ " قَالَ: " فَلَطَمَهُ، فَخَلَّى سَبِيلَهُ، وَقَالَ لِلْحَوَارِيِّ: لَا أَدَعُكَ تَجُوزُ حَتَّى أَلْطِمَكَ فَتَمَنَّعَ، فَلَمَّا رَأَى عِيسَى ذَلِكَ، أَعْطَاهُ خَدَّهُ الْآخَرَ، فَلَطَمَهُ، فَخَلَّى سَبِيلَهُمَا، فَقَالَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا لَكَ رِضًى فَبَلِّغْنِي رِضَاكَ، وَإِنْ كَانَ سَخَطًا فَإِنَّكَ أَوْلَى بِالْغَيْرَةِ "
484 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي أبِي، حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ إِسْمَاعِيلُ الْحِمْصِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ الْبَهْرَانِيِّ قَالَ: " قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لِلْحَوَارِيِّينَ: §عَلَيْكُمْ بِخُبْزِ الشَّعِيرِ، وَاخْرُجُوا مِنَ الدُّنْيَا سَالِمِينَ آمِنِينَ؛ بِحَقٍّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ حَلَاوَةَ الدُّنْيَا مَرَارَةُ الْآخِرَةِ، وَإِنَّ مَرَارَةً فِي الدُّنْيَا حَلَاوَةٌ فِي الْآخِرَةِ، وَإِنَّ عِبَادَ اللَّهِ لَيْسُوا بِالْمُتَنَعِّمِينَ بِحَقٍّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ شَرَّكُمْ عَمَلًا عَالِمٌ يُحِبُّ الدُّنْيَا، فَيُؤْثِرُهَا عَلَى عَمَلِهِ إِنَّهُ لَوْ يَسْتَطِيعُ، جَعَلَ النَّاسَ كُلَّهُمْ فِي عَمَلِهِ مِثْلَهُ "
485 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي أبِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَيَحْيَى بْنُ آدَمَ، -[79]- حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: «كَانَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ» إِنَّمَا §أُحَدِّثُكُمْ لِتَعْلَمُوا، وَلَمْ أُحَدِّثْكُمْ لِتَعْجَبُوا " قَالَ يَحْيَى: «وَلَسْتُ أُحَدِّثُكُمْ»

الصفحة 78