كتاب الزهد لأحمد بن حنبل
509 - وَارِثًا غَيْرَكَ، فَكَرِهُوا أَنْ يَعْرِضُوا الْمَالَ حَتَّى يُعْلِمُوكَ قَالَ: كَمْ لَهُ مُنْذُ مَاتَ؟ قَالَ: كَذَا وَكَذَا قَالَ: فَكَمْ لِي مُنْذُ فَارَقْتُكُمْ؟ قَالَ: كَذَا وَكَذَا قَالَ: فَإِنِّي قَدْ مِتُّ قَبْلَهُ بِكَذَا وَكَذَا فَوَلَّى عَنْهُ وَتَرَكَهُ "
510 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أبِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ: " بَلَغَنِي أَنَّهُ قِيلَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: §تَدْعُونَ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَقُلُوبُكُمْ بَعِيدَةٌ مِنِّي، بَاطِلٌ مَا تَرْهَبُونَ "
511 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أبِي، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، أَخْبَرَنَا بَعْضُ الْمَشْيَخَةِ، أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ، دَخَلَ مَسْجِدَ دِمَشْقٍ، فَرَأَى نَقْشًا فِي حَجَرٍ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَقَالُوا: مَا نَعْرِفُهُ فَقِيلَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، ابْعَثْ إِلَى وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ؛ فَإِنَّهُ يَقْرَأُ الْكُتُبَ كُلَّهَا فَبَعَثَ إِلَيْهِ، فَعَرَفَ الْكِتَابَ، وَقَرَأَهُ، فَإِذَا فِيهِ: «ابْنَ آدَمَ، §لَوْ رَأَيْتَ مَا بَقِيَ مِنْ أَجَلِكَ، لَزَهِدْتَ فِي طُولِ مَا تَرْجُو مِنْ أَمَلِكَ، وَإِنَّمَا تَلْقَى نَدَمَكَ، وَقَدْ زَلَّتْ قَدَمُكَ؛ فَأَسْلَمَكَ الْحَبِيبُ، وَوَدَّعُكَ الْقَرِيبُ، فَلَا أَنْتَ إِلَى أَهْلِكَ عَائِدٌ، وَلَا فِي عَمَلِكَ زَائِدٌ، فَاعْمَلْ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ، قَبْلَ الْحَسْرَةِ وَالنَّدَامَةِ»
512 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي أبِي، حَدَّثَنَا غَسَّانُ بْنُ الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ يَسَافٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ: " §دَخَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ مَسْجِدًا لَهُمْ يَوْمَ عِيدٍ، فَقَامَ فَتًى شَابٌّ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ مِنْ خَارِجٍ، فَجَعَلَ يَبْكِي، وَيَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالْبُكَاءِ وَيُذْرِي عَلَى نَفْسِهِ، وَيَقُولُ: لَيْسَ مِثْلِي يَدْخُلُ مَعَكُمْ؛ أَنَا صَاحِبُ كَذَا، أَنَا صَاحِبُ كَذَا فَأَصْبَحَ مَكْتُوبًا عَلَى لِسَانِ نَبِيٍّ مِنْ أَنْبِيَائِهِمْ: إِنَّ فُلَانًا مِنَ الصِّدِّيقِينَ لِذَلِكَ الْفَتَى "
513 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي أبِي، أَخْبَرَنَا غَوْثُ بْنُ جَابِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ صَفْوَانَ بْنِ كَلْبِيٍّ، مِنَ الْأَبْنَاءِ يَذْكُرُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، أَنَّهُ وُجِدَ فِي بَعْضِ كُتُبِ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ: " إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ: §مَنِ اسْتَعَانَ بِأَمْوَالِ الْفُقَرَاءِ، جَعَلْتُ عَاقِبَتَهُ الْفَقْرَ، وَأَيُّمَا دَارٍ بُنِيَتْ بِقُوَّةِ الضُّعَفَاءِ جَعَلْتُ عَاقِبَتَهَا الْخَرَابُ "
514 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي أبِي، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ شِبْلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ، لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا ذَكَرَهُ عَنْ أَبِيهِ - شَكَّ أَبُو مُحَمَّدٍ: " إِنَّ عَابِدًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَ فِي صَوْمَعَةٍ يَتَعَبَّدُ، فَإِذَا نَفَرٌ مِنَ الْغُوَاةِ قَالُوا: §لَوْ أَنَّا اسْتَنْزَلَنَاهُ بِشَيْءٍ فَذَهَبُوا إِلَى امْرَأَةٍ بَغِيٍّ، فَقَالُوا لَهَا: تَعَرَّضِي لَهُ " قَالَ: " فَجَاءَتْهُ فِي لَيْلَةٍ مُظْلِمَةٍ مَطِيرَةٍ، فَقَالَتْ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، آوِنِي إِلَيْكَ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي، وَمِصْبَاحُهُ ثَاقِبٌ، فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهَا، فَقَالَتْ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، الظُّلْمَةَ، وَالْغَيْثَ آوِنِي إِلَيْكَ " قَالَ: " فَلَمْ تَزَلْ بِهِ حَتَّى أَدْخَلَهَا إِلَيْهِ، فَاضْطَجَعَتْ، وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي، فَجَعَلَتْ تَتَقَلَّبُ، وَتُرِيَهُ مَحَاسِنَ خَلْقِهَا، حَتَّى دَعَتْهُ نَفْسُهُ إِلَيْهَا، فَقَالَ: لَا وَاللَّهِ، حَتَّى أَنْظُرَ كَيْفَ صَبْرُكَ عَلَى النَّارِ، فَدَنَا مِنَ الْمِصْبَاحِ فَوَضَعَ إِصْبَعًا مِنْ أَصَابِعِهِ فِيهِ، حَتَّى احْتَرَقَتْ " قَالَ: «ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مُصَلَّاهُ، فَدَعَتْهُ نَفْسُهُ أَيْضًا، فَعَادَ إِلَى الْمِصْبَاحِ، فَوَضَعَ إِصْبَعَهُ أَيْضًا حَتَّى احْتَرَقَتْ» قَالَ: «ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مُصَلَاهُ، فَدَعَتْهُ نَفْسُهُ أَيْضًا،
الصفحة 83
327