كتاب الزهد لأحمد بن حنبل
591 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي أبِي، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَنْبَأَنَا ثَابِتٌ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ، كَانَ §يَتَمَثَّلُ بِهَذَا الْبَيْتِ:
لَا تَزَالُ تَنْعَى مَيِّتًا حَتَّى تَكُونَهُ ... وَقَدْ يَرْجُو الْفَتَى الرَّجَا يَمُوتُ دُونَهُ
§زُهْدُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
592 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي أبِي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي أبِي، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ قَالَ: §حَضَرَ بَابَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو، وَالْحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ، وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ، وَنَفَرٌ مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ تِلْكَ الرُّءُوسِ، وَصُهَيْبٌ وَبِلَالٌ، وَتِلْكَ الْمَوَالِي الَّذِينَ شَهِدُوا بَدْرًا، فَخَرَجَ إِذْنُ عُمَرَ فَأَذِنَ لَهُمْ، وَتَرَكَ هَؤُلَاءِ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: لَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ قَطُّ، يَأْذَنُ لِهَؤُلَاءِ الْعَبِيدِ وَيَتْرُكُنَا عَلَى بَابِهِ وَلَا يَلْتَفِتُ إِلَيْنَا، " قَالَ: فَقَالَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو، وَكَانَ رَجُلًا عَاقِلًا: «أَيُّهَا الْقَوْمُ، إِنِّي وَاللَّهِ لَقَدْ أَرَى الَّذِي فِي وُجُوهِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ غَضَابَا فَاغْضَبُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، دُعِيَ الْقَوْمُ وَدُعِيتُمْ فَأَسْرَعُوا وَأَبْطَأْتُمْ فَكَيْفَ بِكُمْ إِذَا دُعُوا لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ وَتُرِكْتُمْ، أَمَا وَاللَّهِ لَمَّا سَبَقُوكُمْ إِلَيْهِ مِنَ الْفَضْلِ مِمَّا لَا تَرَوْنَ أَشَدَّ عَلَيْكُمْ فَوْتًا مِنْ بَابِكُمْ هَذَا الَّذِي نُنَافِسُهُمْ عَلَيْهِ» ، قَالَ: وَنَفَضَ ثَوْبَهُ وَانْطَلَقَ، قَالَ الْحَسَنُ وَصَدَقَ وَاللَّهِ سُهَيْلٌ لَا يَجْعَلُ اللَّهُ عَبْدًا أَسْرَعَ إِلَيْهِ كَعَبْدٍ أَبْطَأَ عَنْهُ "
593 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَيْلَانَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُدْعَانَ قَالَ: سَمِعَ عُمَرُ رَجُلًا يَقُولُ: «اللَّهُمَّ §اجْعَلْنِي مِنَ الْأَقَلِّينَ» فَقَالَ: «يَا عَبْدَ اللَّهِ وَمَا الْأَقَلُّونَ؟» قَالَ: " سَمِعْتُ اللَّهَ يَقُولُ: {وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ} [هود: 40] ، {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} [سبأ: 13] " وَذَكَرَ آيَاتٍ أُخَرَ، فَقَالَ عُمَرُ: «كُلُّ أَحَدٍ أَفْقَهُ مِنْ عُمَرَ»
594 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: أَنْبَأَنِي الْحَسَنُ قَالَ: أَنْبَأَنَا الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ قَالَ: «كُنَّا §نَشْهَدُ طَعَامَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَيَوْمًا لَحْمًا غَرِيضًا وَيَوْمًا قَدِيدًا وَيَوْمًا زَيْتًا»
595 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، أَنْبَأَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنِي أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بَلْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ سَمِعَ عُمَرُ رَجُلًا يَقُولُ: «اللَّهُمَّ، إِنَّكَ §تَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ، فَحُلْ بَيْنِي وَبَيْنَ مَعَاصِيكَ أَنْ أَعْمَلْ بِشَيْءٍ مِنْهَا» فَقَالَ: «رَحِمَكَ اللَّهُ وَدَعَا لَهُ بِخَيْرٍ»
596 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا رَوْحٌ، أَنْبَأَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَالِيَةِ قَالَ: أَكْثَرُ مَا كُنْتُ أَسْمَعُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ §عَافِنَا وَاعْفُ عَنَّا»
597 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنَا حَاتِمٌ يَعْنِي ابْنَ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ -[95]- هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ: أُتِيَ عُمَرُ بِمَالٍ فَوُضِعَ فِي الْمَسْجِدِ فَخَرَجَ إِلَيْهِ يَتَصَفَّحُهُ وَيَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَهَمَلَتْ عَيْنَاهُ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا يُبْكِيكَ، فَوَاللَّهِ، إِنَّ هَذَا لَمِنْ مَوَاطِنِ الشُّكْرِ؟ فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّ هَذَا وَاللَّهِ، §مَا أُعْطِيَهُ قَوْمٌ قَطُّ إِلَّا أُلْقِيَ بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ "
الصفحة 94
327