كتاب الأزمنة والأمكنة

المنكبين وهي عند العرب رأس الجوزاء لأنّ الجوزاء في المنظر شبيهة بصورة الإنسان.
وربّما سمّوا المنكب الأيسر النّاجذ.
وأمّا الكواكب البيض المستعرضة في وسط الجوزاء الوباضة فإنّ العرب تسمّيها النّظم وتسمّيها أيضا: نطاق الجوزاء وفقار الجوزاء. ويسمّون الكواكب الثلاثة المنحدرة من عند هذه الأولى الجواري وكأنّها في موضع الرّجل من ظاهر الصّورة.
وهناك كوكب أبيض وباض في مثل القدم يقال له: رجل الجوزاء اليسرى وقد وضعه المنجّمون للقياس، ورجلها اليمنى كوكب أبيض أصغر من الأول وقال الشّاعر:
فلمّا رأى الجوزاء أوّل صابح
وضرتها الكواكب التي معها. وقال الآخر فيهما جميعا. وفتية غيد من التّسهيد.
الأبيات. وقد مضت في الباب السّادس والخمسين، ومن نظر إليها وهي على الأفق بان له حسنها.
وتحت كلّ واحدة من رجل الجوزاء كواكب أربعة تسمّى كرسي الجوزاء، وأحد الكرسيين أبين من الآخر، ويسمّى كرسي الجوزاء النّهل.
وفوق رأس الجوزاء كواكب صغار كالعقد الموزج يسمّى تاج الجوزاء ويسمّيها العرب أيضا ذوائب الجوزاء.
وأسفل من الجوزاء على يسارك إذا نظرت إليها الشّعرى العبور، وهي الكوكب العظيم الوباض، وقد ذكرنا الأخرى في منازل القمر، وإنّ المجرّة تمرّ بين الشّعريين وأسفل من كرسي الجوزاء.
ومن الشّعرى العبور ثلاثة كواكب بيض مختلفة التّثليث تشبهها العرب عذرة الجوزاء وقد يجعلها قوم خمسة كواكب. وهناك كواكب إن ضمّ بعضها إلى الثّلاثة صارت خمسة، وقد تسمّيها العرب: العذارى وهي في حاشية المجرّة الغربيّة.
وإذا انحطّت الجبهة عن كبد السّماء فنظرت رأيت بينها وبين الشّعرى الغميصا أربعة كواكب مربعة فيها استطالة كهيئة وجه الفرس، تسمّى رأس الحيّة، وقد امتدت من عنده كواكب متناسقة على تعريج، حتى قربت من عرش السّماك الأعزل، وهذه الكواكب هي بدن الحيّة، وفيها كوكب هو أضوأ كواكبها يسمّيها المنجّمون: عنق الحيّة، ومنهم من يسمّيه فقار الحية، لأنّه بعيد من الأوّل، وقد وضع هذا الكوكب في الاصطرلاب، والعرب تسميه الفرد، وإيّاه عنى الشّاعر بقوله:
وقد مالت الجوزاء بالكوكب الفرد

الصفحة 552