كتاب أدب الاختلاف في الإسلام
وقد تختلف اقوال العلماء لاختلاف آرائهم في معاني الحديث ودلالته، وذلك كاختلاف اقوالهم في مسائل: «المزاينة» (¬117) و «المخابرة» (¬118) و «المحاقلة» (¬119) و «الملامسة» (¬120) و «المنابذة» (¬121) و «الغرر» (¬122) لاختلافهم في تفسيرها.
وقد يصل الحديث لبعضهم من طريق بلفظ، ويصل لمجتهد آخر بلفظ مغاير وذلك كأن يسقط احدهما من الحديث لفظا لا يتم المعنى الا به، او يتغير معنى الحديث بسقوطه.
وقد يصل الحديث الى أحد المجتهدين مقترنا بسبب وروده، فيحسن فهم المراد منه، ويصل الى آخر من غير سبب وروده، فيختلف فهمه له.
¬_________
(¬117) المزابنة: لغة المدافعة، وفي اصطلاح أهل العلم مثل: بيع الرطب في رؤوس النخل بالتمر، وبيع العنب بالزبيب، وبيع الزرع بالحنطة كيلا، وعند بعضهم يراد بالمزابنة المزارعة، ينظر القاموس الفقهي (158) .
(¬118) المخابرة: أن يعطي المالك الفلاح أرضا يزرعها على بعض ما يخرج منها، أو هي العمل في الارض ببعض ما يخرج منها.
(¬119) المحاقلة: هي بيع الزرع قبل بدوّ إصلاحه.
(¬120) الملامسة: بيع كان في الجاهلية وصورته: أن يلمس الرجل المبيع ومجرد لمسه يعتبر إبراما للبيع من غير أن يفحصه أو ينشره، وغالبا ما يكون بالثياب.
(¬121) المنابذة: ان يبيع المرء ثوبه بثوب غيره، أو بثمنه ويعتبر مجرد نبذ الثوب إبراما للبيع.
(¬122) بيع ما لا يعلم وجوده وعدمه، أو لا تعلم قلته أو كثرته أو لا يقدر على تسليمه.
الصفحة 111
179