كتاب أدب الاختلاف في الإسلام

يغمز ابا حنيفة فقال له: اسكت، والله لو رأيت ابا حنيفة لرأيت عقلا ونبلا.
ونقل عن الشافعي أنه قال: سئل مالك يوما عن عثمان البتّي، فقال: كان رجلا مقاربا، وسئل عن ابن أبي شبرمة فقال: كان رجلا مقاربا، قيل: فأحبو حنيفة: قال: لو جاء إلى أساطينكم هذه (يعني سواري المسجد) فقايسكم على أنها خشب، لظننتم أنها خشب (¬144) إشارة الى براعته في القياس، أما الإمام الشافعي فما أكثر ما روي عنه قوله: ... الناس في الفقه عيال على أبي حنيفة (¬145) .
ولم تكن مجالس هؤلاء الرجال ليذكر فيها إلاّ الخير، ومن حاول تجاوز الآداب التي تجب مراعاتها مع أئمة هذه الأمة رد إلى الصواب، وحيل بينه وبين مس أحد بما يكره، فقد سئل الفضل بن موسى السيناني (¬146) : ما تقول في هؤلاء الذين يقعون في أبي حنيفة؟ قال: إن ابا حنيفة جاءهم بما يعقلونه وبما لا يعقلونه من العلم، ولم يترك لهم شيئا فحسدوه (¬147) .
هذه بعض الاقوال التي نقلت عن ائمة في الحديث كانوا مخالفين
¬_________
(¬144) المرجع السابق (147) .
(¬145) المرجع السابق (136) .
(¬146) الفل بن موسى السيناني: أحد العلماء الثقبات هو من «سينان» قرية من قرى خراسان، يروي عن صغار التابعين، توفي سنة (191 هـ) أو (192) له ترجمة في الميزان (3/360) الترجمة (6754) والتقريب (2/111) ط. المكتبة العلمية في المدينة المنورة، وتهذيب التهذيب (8/286) .
(¬147) المرجع السابق.

الصفحة 129