كتاب وصف الفردوس لعبد الملك بن حبيب

عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه حتى أتينا مقبرة بين مكة والمدينة، فقال سالم: (السلام عليكم يا أهل القبور، فقلت: أتسلم على أهل القبور؟ فقال: نعم سمعت أبي يسلم عليهم، وأخبرني أنه أقبل من مكة حتى أتى على هذه المقبرة إذا رجل قد خرج من قبره مشتعل ناراً من قرنه إلى قدمه قال: فأقبل يغدو نحوي في عنقه سلسلة تشتعل ناراً فجعلت الناقة تحيد، وجعلت أكفها، وأنظر إلى العجب، وجعل الرجل يقول: يا عبد الله اصبب علي من الماء فما أدري في قوله أيدعوني باسمي، أو كما يقول الرجل للرجل: يا عبد الله، فخرج رجل من القبر آخذ بطرف السلسلة، فقال: لا تصبب عليه، ولا كرامة، ثم جذبه بالسلسلة حتى أدناه إلى القبر، ثم ضربه/ بسوط يشتعل ناراً حتى دخل القبر، قال مالك بن دينار: أنت سمعت هذا من سالم؟ قال: نعم، قال: فإني أشهد أنك لم تكذب على سالم، وإن سالم لم يكذب على عبد الله، وإن عبد الله لم يكذب.
300- قال: وحدثني ابن المغيرة، عن مالك بن مغول، عن نافع، عن ابن عمر قال: بينما أنا أسير بجنبات بئر إذ خرج رجل من الأرض في عنقه سلسلة يمسك بطرفها أسود، وفي يده أرزبة، فقال الخارج: يا عبد الله اسقني، فلا أدري أعرفني، أو كما يقول الرجل للرجل: يا عبد الله فقال لي الأسود: لا تسقه، فإنه كافر، ثم اجتذبه، فدخل إلى الأرض، قال عبد الله: فدخلت إلى المدينة، فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: ((أوقد رأيته؟ ذلك أبو جهل لعنه الله، وذلك عذابه إلى يوم القيامة)).
301- قال: وحدثني أسد بن موسى، عن ابن لهيعة عن أبي حجيرة، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((والذي نفسي بيده إنه ليسلط على الكافر في قبره تسعة وتسعون تنيناً، لكل تنين منها تسعة أرؤس يلسعونه، وينفخون في جسده، ويجد عذاب ذلك إلى يوم القيامة)).
302- وحدثني أسد بن موسى، عن جرير بن حازم/.
أرواح المسلمين في طير بيض في ظل العرش، وأرواح الفجار في طير سود في الأرض السابعة، فإذا مات المؤمن مر به على أرواح المسلمين قال: قال مات قالوا: علي به، وإذا كان كافراً أو فاجراً أو شقياً هوي به إلى الأرض السابعة، فيسألونه عن الرجل، فإن قال: قد مات قالوا: أسفل به. قال يزيد بن أبي صيب:

الصفحة 104