أقبل يوم الجمعة يريد المسجد قال: فمررت بمقبرة، وأنا أنعس على دابتي، فكأني رأيتهم جلوساً على/ ركبهم بأفنية قبورهم، فلما نظروا إلي قالوا: هذا مطرف يريد الجمعة، فقلت: أو تدرون ما الجمعة؟ فقالوا: نعم، وندري ما تقول الطير في جو السماء، فقلت: وما تقول؟ قال: سلم سلم من يوم صالح.
307- قال: وحدثني ابن المغيرة، عن مالك بن مغول، عن أبي منصور الجهني قال: أتيت المقبرة، فصليت ركعتين، ثم توسدت قبراً، فوضعت رأسي عليه، فكلمني شيء من القبر أنكم تعملون، ولا تعلمون، وإنا نعلم، ولا نعمل، والله لأن يكون ركعتين في صحيفتي أحب إلي من الدنيا، وما فيها.
308- قال عبد الملك: وسمعت مطرف بن عبد الله يحدث بذلك.
309- قال الحسن بن يسار، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم قال: خرج رجل من المدينة غازياً فشيعته امرأته وهي حبلى إلى باب داره، فلما ودعها أشار بيده إلى بطنها، وقال: أستودع الله ما في بطنك، فقضي أنها ماتت بجمع، فدفنت وجنينها في بطنها، فرئي على قبرها من ليلة يومها نور ساطع ففشا ذلك في الناس، وكان يرى كل ليلة حتى قدم زوجها، فأخبر بخبرها، فخرج ليلاً حتى أتى قبرها، فانصدع القبر، وإذا المرأة قاعدة في أكفانها، وصبيها في حجرها فقالت: يا فلان دونك ما استودعت الله فخذه، ولو استودعتنا/ لوجدتنا، فأخذ الصبي منها حياً، وانطبق القبر عليها، قال زيد بن أسلم: ولقد رأيت الصبي بعد ذلك غلاماً يجري في أزقة المدينة مع الصبيان؟ قال هشام بن سعد: ولقد سمعت أبا الصبي يحدث بذلك.
310- قال: وحدثني عبد العزيز الأويسي، عن إسماعيل بن عياش، عن معاذ بن معاذ بن رفاعة، عن عبد الرحمن بن إبراهيم: أن يحيى بن زكريا صلى الله عليه وسلم مر بقبر دانيال عليه السلام، فسمع صوتاً من القبر، يقول: سبحان من تعزز بالقدرة، وقهر العباد بالموت فوقف متعجباً، فسمع صوتاً من السماء يقول: أنا الذي تعززت بالقدرة، وقهرت العباد بالموت، من قالهن استغفرت له السماوات، والأرض، وما فيهن.
311- قال عبد الملك: وبلغني أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سأل الله عز وجل أن يريه الموتى فرأى في منامه أنه وقف بهم، وهم قعود على رموسهم فسلم عليهم، فردوا عليه السلام، ثم قالوا: ما أعظمك عند الله يا عمر لقد سمعنا صوتك في السماء أن يريكنا كالرعد في أهل الأرض قال عمر: فبالذي أرانيكم ألا أخبرتموني ما عملكم؟ قالوا: ما لنا من عمل إلا القعود على رموسنا هذه فإذا كان