كتاب وصف الفردوس لعبد الملك بن حبيب

يوم الجمعة، وراح الناس إلى المسجد رحنا إلى هذا المرج ومرج أمامهم ممدود فكنا/ نتحدث جميعاً حتى تنصرف الناس من صلاة الجمعة، أو صلاة العصر، ثم ننصرف إلى رموسنا.
قال عبد الملك: فقولهم لعمر لقد سمعنا صوتك حين سألت الله أن يريكنا كالرعد في أهل الأرض، ما يدل على أنهم ليسوا مقيمين على رموسهم، وأنهم كانوا في السماء حين دعا عمر الله أن يريه إياهم، ثم اطلعوا رموسهم حتى أريهم عمر في منامه، وقولهم: ما لنا من عمل إلا القعود على رموسنا هذا معناه إذا اطلعوها، وأكثر اطلاعهم لها يوم الجمعة.
312- قال عبد الملك: وحدثني أسد بن موسى، عن المبارك بن فضالة أنه سمع الحسن يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إذا عرج بروح المؤمن تلقاه أرواح المؤمنين بالرحمة، والبشرى كما يتلقى في دار الدنيا، ثم يقبلون عليه، ويسألونه ما فعل فلان، ما فعلت فلانة هل تزوجت؟ وكيف فلان، وفلانة؟ فيقول: بخير، والله تركته بحمد الله على طريقة حسنة، فيقولون: الحمد لله اللهم أنت هديته لذلك، فثبته عليه حتى تقبضه عليه وإن سألوه عن فلان قد مات قال: هيهات هلك ذلك قبلي، فيقولون جميعاً: إنا لله، وإنا إليه راجعون عمل والله بغير عملنا، فسلك به غير طريقتنا ذهب به، والله إلى أمه الهاوية فبئست/ الأم، وبئست المرتبة.
قال عبد السلام: ((ويعرض على الموتى أعمالكم، فإن رأوا خيراً استبشروا، وقالوا: اللهم هذه نعمتك مننت بها على عبدك، فأتمها عليه، وإن رأوا سيئة حزنوا لها وقالوا: اللهم راجع بعبدك)).
قال عليه السلام : ((لا تحزنوا موتاكم بالأعمال السيئة فإن أعمالكم تعرض عليهم)).
313- قال: وحدثني عبد الله بن صالح، عن الليث بن سعد قال: استشهد رجل من أهل الشام، فكان يأتي أباه في كل ليلة جمعة، فيحدثه، ويؤانسه تكرمةً من الله له، قال: فغاب عنه، ثم جاءه في الجمعة الأخرى، فقال: يا بني لقد أحزنتني، وشق علي تخلفك عني، قال: يا أبت إنما شغلني عنك أن أرواح الشهداء أمروا أن يتلقوا روح عمر بن عبد العزيز قال: وكنت معهم، فتلقيناه.
قال الليث: وذلك بعدما توفي عمر بن عبد العزيز رحمه الله.
314- قال: وحدثني ابن الماجشون، عن أبيه، عن الدراوردي، عن علي بن نفحة الجهني أنهم قالوا: بينما رجل في أندر له بالشام يعالجه، ومعه زوجته، وقد

الصفحة 107