كتاب وصف الفردوس لعبد الملك بن حبيب

ما جاء في موضع الجنة اليوم، ويوم القيامة
19- حدثنا عبد الملك قال: حدثني أسد بن موسى، عن سعيد بن الحجاج، عن مجاهد قال: البحر المحيط من وراء السماوات والأرض، مظلم لا تجري فيه جارية وقعره إلى الأرض السابعة، وجهنم من تحته، ومن ورائه، والجنة من وراء ذلك كله محيطة، فلذلك كان الصراط على جهنم.
قال عبد الملك: وبلغني أن الليل، والنهار، والجنة والنار من وراء السماوات، والأرض فيما بين أقطار السماوات، والأرض، وبين العرش مثل تفسير مجاهد في الجنة، والنار.
20- قال: وحدثني أسد بن موسى، عن مهدي بن ميمون، عن بشر بن شغاف، عن عبد الله بن سلام قال: الجنة في السماء، والنار في الأرض.
21- قال: وحدثني أسد بن موسى، عن المبارك بن فضالة، عن الحسن رضي الله عنه في قول الله تعالى: {في جنةٍ عاليةٍ} قال: في السماء، وفي قوله تعالى: {في مقعد صدقٍ} يعني: الجنة، {عند مليكٍ مقتدرٍ}، قال: عند الله في السماء.
22- قال عبد الملك/، وليس يعني الحسن في تفسير هذا، ولا عبد الله بن سلام في قولهما: ((الجنة في السماء هذه السماء القادة علينا اليوم، لأن هذه السماء، والسماوات التي فوقها تزول يوم القيامة، وتطوى كما يطوى السجل للكتاب، فتكون في قبضة الله، كما قال الله تعالى: {يوم نطوي السماء}، {والسماوات مطويات بيمينه}، و((هي سبع سماوات بعضها فوق بعض)) بين الأرض، والسماء خمسمائة عام، وبين السماء، والتي تليها مسيرة خمسمائة عام، ثم هكذا ما بين كل سماء إلى سماء، مسيرة خمسمائة عام، وغلظ كل سماء مسيرة خمسمائة عام، وما بين السماء السابعة مسيرة خمسمائة عام، وما بين الكرسي، والعرش خمسمائة، فالسماوات، والأرض، والخلق كلها في جوف الكرسي، والكرسي في جوف العرش، والعرش محيط بذلك كله قد خرج عن

الصفحة 11