كتاب وصف الفردوس لعبد الملك بن حبيب

قال عبد الملك: فإذا كان يوم القيامة، وبدلت السماوات والأرض كما قال الله، جذب الله الجنة جذبة فتجذب بما فيها من الجنات حتى تملأ الهوى الذي كانت فيه السماوات قبل أن تبدل، ثم لا يكون بينها وبين العرش سماء إلا العرش الذي هو اليوم، ويومئذ سماء الجنة فهو قوله تعالى: { وأزلفت الجنة للمتقين} يعني قربت إلى موضع السماوات اليوم، ويصير عرضها يومئذٍ عرض السماوات والأرض قبل أن يبدلا كما قال عز وجل في كتابه: {وجنةٍ عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين} وأما الأرض فتبدل بأرض من فضة، ثم درجاتها عالية إلى العرش، والعرش سماؤها كلها.
قال عبد الملك: وأما تفسير قوله تعالى: {خالدين فيها} يعني في الجنة ما دامت السماوات والأرض، يعني أرض الجنة، وسماء الجنة بعد أن بدلتا بالعرش، وبأرض الفضة، وإنما سماء العرش سماوات لاتساعه وامتداده، وعظمته، وأنه لا يصف أحد قدره، هكذا سمعت أهل العلم يقولون في هذا كله.
ما جاء في صفة قصور الجنة، ومساكنها
25- قال عبد الملك: حدثني أسد بن موسى وغيره، عن ابن لهيعة/ عن بكرة بن سوادة، عن هاني بن معاوية، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن في الجنة قصراً لا يدخله إلا نبي، أو صديق، أو شهيد، أو إمام عدل))، ثم قال عمر: ما شاء الله أما النبوة، فقد ختمها الله، وأما الشهادة فأنى لي بها، وأما إمام عدل، فإن شاء الله، ثم رفع يديه، وقال: اللهم ارزق عمر ذلك.
26- قال عبد الملك: حدثني أسد بن موسى، عن حماد بن سلمة، عن يعلى بن عطاء، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: إن في الجنة نهراً حوله البروج والمروج، فيه سبعون ألف قصر، في كل قصر سبعون ألف بيت لا يدخله إلا نبي، أو صديق، أو شهيد، أو حكم عدل.

الصفحة 13