كتاب وصف الفردوس لعبد الملك بن حبيب

136- قال عبد الملك: وحدثني أسد بن موسى، عن المبارك بن فضالة، عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن آخر من يدخل الجنة، وهو أدناهم درجة لعبد يزحزح عن النار، فيرفع له جدار، فيقول: يا رب اجعلني تحت ظل هذا الجدار أكون تحته وأستظل بظله، فيقول الله تعالى: أعطوا عبدي ما سأل، ثم يرفع له باب من/ أبواب الجنة فيقول: يا رب اجعلني على باب الجنة، أنظر إلى أهل الجنة، فيقول الله تعالى: أعطوا عبدي ما سأل فإذا نظر إلى أهل الجنة لم يتمالك، فيقول: يا رب أدخلني الجنة، فيقول الله الكريم: أدخلوه الجنة، فإذا دخل قيل له: إن من دخلها فله ما اشتهت نفسه ولذت عينه، فسأل ما شئت، فيسأل، ويعطى، ويسأل فيعطى، ويسأل، فيعطى حتى تنقطع مسألته، فيقول له: لك ما سألت، وعشرة أمثاله، قال: فيفرح لذلك فرحاً لولا أن الموت دفع عنهم لمات من فرحه)).
137- قال: وحدثني أسد بن موسى، عن عبد الرحمن بن صفوان، عن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((آخر من يدخل الجنة من الأمم الماضية ثلاث نفر، لم يكن لهم كثير عمل صالح، أما أحدهم فإنه لما حضره الموت قال لأهله: إذا مت فأحرقوا جسدي، ثم ذروا رمادي في يوم شديد الريح، فقال الله له: يا عبدي ما حملك على ما صنعت؟ وهو أعلم بما حمله على ذلك، فقال: يا رب شدة فرقي منك، فقال الله: أدخلوا عبدي الجنة، لشدة فرقه مني، وأما الثاني، فكان يداين الناس، ويرفق، ويتجاوز، فقال الله: أنا أحق بالرفق، والتجاوز أدخلوا عبدي الجنة. وأما الثالث فإنه لما أمر الله به إلى النار، فتوجه به يحول بوجهه إلى الله، فقال:/ يا رب ما كان هذا رجائي منك! فقال الله تعالى: ردوا عبدي إلي، فيردوه، فقال له: وما كان رجاؤك مني؟ فقال: كنت أرجو أن تغفر لي، وترحمني، وتدخلني جنتك! قال الله تعالى: أدخلوا عبدي الجنة، فقال بكفه هكذا أيا رب أتسخر بي، وأنت رب العزة، فأين تدخلني، فوالله ما بقي في جنتك موضع كف إلا وقد أسكنته من قد دخل الجنة، فأنا أين تجعلني؟ فضحك

الصفحة 45