كتاب وصف الفردوس لعبد الملك بن حبيب

وأهل النار النار، فقيل: اذهب، فادخل الجنة، فيقول: سبقني الناس لا آتي منزل أحد إلا طردني عنه، فيقال له: أتعرف من ملوك الدنيا أحداً؟ فيقول: بلى، فيقال له: لك مثل أربعة منهم، فيقول: فلان، وفلان، وفلان، وفلان، فيقول له: لك ما اشتهت نفسك، فيقول ذا، وكذا، فيقال له: لك ما تلذ عينك، فيقول: كذا، وكذا، ثم يقال له: لك، ولك كله، وعشرة أضعافه، قال موسى: يا رب فما لأهل خاصة/ كرامتك؟ قال الله: يا موسى خلقت كرامتهم بيدي، وعملتها بيدي، ثم ختمت على خزائنها ما لم تسمعه أذن، ولم تره عين، ولم يخطر على قلب بشر من عجب ما فيها.
142- وحدثني أسد بن موسى، عن أبي هلال الراسبي، عن عبد الله بن معبد، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إن أدنى أهل الجنة منزلة، وما فيهم دنا، من يغدو عليه ويروح عشرة آلاف خادم، ما فيهم خادم إلا معه طريقة ليست مع صاحبه.
143- قال: وحدثنا أسد بن موسى، عن المبارك، عن الحسن قال: أدنى أهل الجنة منزلة، وآخرهم فيها دخولاً رجل قد مسه سفع من النار، فيعطى، فيقال له: انظر ما أعطاك الله، فيبلغ حتى ينتهي بصره، ويفسح لهم في أبصارهم، فينظر إلى مسيرة ألف سنة كل له ليس فيه موضع إلا، وهو عامر، قصور الذهب والفضة، وخيام اللؤلؤ، والياقوت، ليس منها قصر إلا وفيه أزواجه، وخدمه يغدى عليه كل يوم بسبعين ألف صحفة من ذهب، ويراح عليه بمثلها في كل يوم في كل واحدة منها ما له ليس في الأخرى يأكل من آخرها كما يأكل من أولها، ولو نزل عليه الإنس، والجن في غداء واحد لأوسعهم ما شاء، ولا ينقص ذلك مما عنده شيئاً.
144- وحدثني أسد بن موسى، عن علي بن معبد، عن المعتم بن سليمان، عن ليث بن أبي سليم، عن عبد الرحمن/ بن سابط أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدث يوماً فذكر أهل الجنة، فقال: ((والذي نفسي بيده لو أن أسفل أهل الجنة درجة للذي يسعى بين يديه سبعون ألف غلام ما منهم غلام إلا وبيده صحفة من ذهب فيها لون من الطعام ليس في صاحبتها مثله يجد طعم آخرها كما يجد طعم

الصفحة 47