كتاب وصف الفردوس لعبد الملك بن حبيب

والذي نفسي بيده، مثل النجم لها أرجل وأزمة، وأجنحة من ذهب تخل براكبها حيث أحب من الجنة))، ثم قام آخر، فقال: يا رسول الله: إني رجل من أهل نخيل، فهل في الجنة نخل؟ فقال: ((أي والذي بعثني بالحق إن في الجنة نخلاً جذوعها، وجرائدها وكرانيفها، وعراجينها، وشماريخها، وأقماعها من ذهب، وسعفها كأحسن حلل، وتمرها كالقلال ألين من الزبد وأحلى من العسل))، ثم قام آخر، فقال: يا رسول الله إني رجل من أهل البادية/ فهل في الجنة بادية؟ فقال: ((أي والذي بعثني بالحق إنهم ليبتدون على كثبان المسك، والياقوت حيث أحبوا من الجنة، ثم قام آخر فقال: يا رسول الله، إني رجل أحب السماع، فهل في الجنة من سماع؟ فقال: ((أي، والذي بعثني بالحق إن الله ليأذن لشجر الجنة، فتسبحه، وتكبره، وتهلله بأحسن أصوات سمعها الخلائق)).
168- قال: وحدثنا الكلبي، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله.
قال: وحدثني علي بن معبد، عن أبي بكر بن عباس، عن علقمة بن مرثد قال: أتى أعرابيون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أحدهم: يا رسول الله إني أحب الخيل، فهل في الجنة من خيل؟ فقال له: ((إن دخلت الجنة، ثم تشاء أن تركب فرساً من ياقوتة حمراء تطير بك في أي الجنة شئت إلا فعلت. فقال آخر: يا رسول الله فيها إبل، فإني أحب الإبل؟ وقال آخر: فيها سماع، فإني أحب السماع؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين، وأنتم فيها خالدون)).
169- قال: وحدثني ابن عبد الحكم، عن الليث بن سعد، عن سعيد بن أبي هلال أن رجلاً قال لابن عباس: إني رجل أحب النزهة، فهل في الجنة نزهة؟ فقال: نعم إن شئت إلى حيث شئت، قال: إلى أحسن ما في الجنة، قال: نعم إن شئت/، ثم تلا هذه الآية: {لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيدٌ}.

الصفحة 54