كتاب وصف الفردوس لعبد الملك بن حبيب

((إن المرأة من الحور العين لتلبس سبعين حلة فيبدو مخ ساقها من وراء لحمها، وعظمها، وحللها كما يبدو الشراب الأحمر في الزجاجة البيضاء)).
قال ابن مسعود: وذلك بأن الله تعالى يقول: {كأنهن الياقوت والمرجان} فلو أخذت سلكاً، فجعلته في ثقب الياقوت أو المرجان، وهو اللؤلؤ الكبير، ثم استطبته لرأيت السلك من ورائه.
209- قال: وحدثني أسد بن موسى، عن حماد بن سلمة، عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم / قال: ((لو أن المرأة من الحور العين اطلعت إلى الدنيا لأضاءت ما بين السماء والأرض، ولملأت ما بينهما ريح مسك، وإن نصف إحداهن خير من الدنيا وما فيها، وإنهن ليتغنين بهذه الكلمات يقلن: نحن الخالدات فلا نموت أبداً، ونحن الناعمات فلا نبأس أبداً، ونحن المقيمات فلا نظعن أبداً، ونحن الراضيات فلا نسخط أبداً، ونحن الطاعمات فلا نجوع أبداً، ونحن الكاسيات فلا نعرى أبداً، ونحن الآمنات فلا نخاف أبداً، ونحن الفرحات فلا نحزن أبداً، ونحن الشواب فلا نهرم أبداً، ونحن الغنيات فلا نحتاج أبداً، ونحن خيرات حسان أزواج قوم كرام طوبى لمن كان لنا، وكنا له)).
210- قال: وحدثني أسد بن موسى، عن سعيد بن المسيب عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الرجل من أهل الجنة ليدخل على الحوراء فتستقبله بالمعانقة، والمصافحة، فيرى وجهه في خدها أصفى من المرآة، ولو أن بعض ثيابها بدا في الدنيا لطمس ضوؤه ضوء الشمس والقمر، ولو أن شعرة من شعرها بدا لملأت ما بين الخافقين من طيب ريحها، فبينما هو متكئ معها على أريكته إذ أشرف عليه نور من فوقه، فيظن أن الله أشرف على خلقه، فإذا بحوراء تناديه/: يا ولي الله أما لنا منك دولة؟ فيقول: ومن أنت يا هذه؟ فتقول: أنا من التي قال الله: {ولدينا مزيدٌ} فيتحول إليها، فإذا هي فوق الأولى في الجمال والبهاء، فبينما هو متكئ معها على أريكته إذ أشرف عليه نور من فوقه فإذا حوراء أخرى تناديه: يا ولي الله أما لنا منك دولة؟ فيقول: ومن أنت

الصفحة 64