كتاب وصف الفردوس لعبد الملك بن حبيب

عمل، ولكن هذا حين نظرة، وسرور وكرامة، ونعمة، فارفعوا رؤوسكم، وسلوني ما شئتم أعطيكم أمنيتكم، فيقولون: ربنا نسألك رضاك، فيقول: قد رضيت عنكم الرضا كله، وبرضائي عنكم نظرتم إلى وجهي فسلوني ما شئتم، وتمنوا علي أعطيكموه، فيتمنون، فيقول: ازدادوا، ثم يتمنون، فيقول: ازدادوا، ثم يتمنون، فيقول: ازدادوا، فيقولون: حسبنا ربنا، فيقول لهم: لكم ما شئتم، وعشرة أضعافه)).
232- قال عبد الملك: وبلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا صار أهل/ الجنة إلى منازلهم من الجنة بعث إليهم الروح الأمين جبريل عليه السلام، فيقول: يا أهل الجنة إن ربكم يقرئكم السلام، ويأمركم أن تزوروه في دار الجلال، ودار السلام، فينطلقوا مسرورين مستبشرين إلى ربهم حتى يقفوا بداره التي بها موضع عرشه، وهي جنة عدن، فيأذن لهم، فيدخلون، ويسفر لهم عن وجهه الكريم العظيم الجليل، فيسلمون، وتسليمهم أن يقولوا: ربنا أنت السلام، ومنك السلام، ولك حق الجلال والإكرام، فيقول لهم رب العزة: وعليكم السلام مني وعليكم رحمتي، وتحيتي، مرحباً وأهلاً بعبادي الذين أطاعوني بالغيب، وحفظوا وصيتي، ورعوا عهدي، فيقولون: وعزتك وجلالك ما عبدناك حق عبادتك، ولا قدرناك حق قدرك، ولا أدينا إليك كل حقك، فأذن لنا بالسجود، فيقول لهم: إني قد رفعت عنكم مؤونة العبادة، وأفضيتم إلى كرامتي فيوضع عند ذلك المنابر للأنبياء، والرسل، والكراسي للشهداء والصديقين، والنمارق لمن دونهم، فيأخذون مجالسهم، فيقول الله تعالى لداود نبيه: يا داود مجدني بصوتك الحسن، فيرفع صوته بالتسبيح، والتحميد، والتمجيد، والتقديس، بصوت لم يسمع الخلائق أحسن منه، ثم يقول الله عز وجل لملائكته/: أطعموا عبادي وزواري، فتوضع بينهم مائدة الخلد بألوان الأطعمة، فيأكلون أكلة لا يمسهم بعدها جوع أبداً، ثم يقول الله عز وجل: اسقوا عبادي وزواري الرحيق المختوم الذي لم تمسه الأيدي، ولم يغير طعمه شمس، ولا ريح، فيشربون شربة لا يمسهم بعدها ظمأ أبداً، ثم يقول تعالى: فكهوا عبادي وزواري، فيتفكهون بما لم يخطر على بالٍ، ولم يظنوا أنه يكون مثله، ثم يقول تعالى: اكسوا عبادي، وزواري، فيكسى كل رجلٍ منهم سبعمائة حلة، والأدنى منهم سبعين حلة ليس منها حلة على لون الأخرى هي أخف عليهم من ريشة على ظهورهم، ثم يقول تعالى: عطروا عبادي، وزواري،

الصفحة 72