كتاب وصف الفردوس لعبد الملك بن حبيب

غلمانهم بدوابهم، فيركب الرجل منه على ما اشتهى من دوابه، ويركب معه سبعون ألف غلام على مثل الذي يركب، فيسبق من شاء بالبشرى إلى قصوره، ثم يسير معه سائرهم حتى يأتي أي قصر شاء من قصوره، فيخرج إليه خدمه، وغلمانه، وأزواجه من الحور العين، فيتلقونه خارجاً من قصره، فإذا دخل قصره قامت إليه زوجته فرحبت به وقالت/ له: لقد جئتني بنور وجه وجمال، وريح، وحلية، وكسوة لم أفارقك عليها، قال: فينادي ملك من عند الرحمن بصوت عال: يا أهل الجنة هكذا أنتم أبداً أجدد لكم الكرامة، والنعيم. قال: والملائكة يدخلون عليهم من كل باب يقولون لهم: سلام عليكم، ربكم يقرئكم السلام، معهم الأطعمة، والأشربة، والكسوة، والحلية فجند من الملائكة تدخل، وجند من الملائكة تخرج هكذا أبداً)).
248- قال: وحدثني ابن عبد الحكم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((المتحابون في الله في جنة عدن في قصور على عمد من ياقوت مشرفين على أهل الجنة مكتوب في جباههم، هؤلاء المتحابون في الله بخط من النور إذا أطلع أحدهم من قصره ملأ نور وجهه قصور أهل الجنة، كما يملأ نور الشمس الأرض، فيقول أهل الجنة: هذا رجل من المتحابين في الله قد أطلع، فينظرون إلى وجهه، فإذا هو كالقمر ليلة البدر)).
249- قال: وحدثني ابن المغيرة، عن العرزمي، عن مجاهد قال: إنما وصف لكم ما في الجنة مثل ما في الدنيا يشبهها لتعرفوه، وليس هو على حاله، ولا على لونه، ولا على طعمه، ولكن شبه لكم لتعرفوه))/.
250- قال: وحدثني أصبغ بن الفرج قال: كان الحسن البصري يقول: ما حليت جنة ما حليت لهذه الأمة، وذكر أن رجلاً تلا آية من كتاب الله عند النبي صلى الله عليه وسلم فيها ذكر الجنة، فرددها، ثم زفر زفرةً خرجت منها نفسه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((خرجت نفس صاحبكم شوقاً إلى الجنة)).

الصفحة 84