عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا أحب الله عبداً يسر له ملكاً قبل موته بعام، فسدده، ووفقه، ويسره للخير حتى يموت على خير ما كان عليه، فإذا احتضر، ورأى مكانه من الجنة أرادت نفسه الخروج، فذلك حين يحب لقاء الله، ويحب/ الله لقاءه، وإذا أراد الله بعبد شراً قيض له شيطاناً قبل موته بعام فصده، وفتنه، وأضله حتى يموت على شر ما كان عليه، فإذا احتضر، ورأى مكانه من النار ابتلع نفسه كراهية أن تخرج فذلك حين يكره لقاء الله، ويكره الله لقاءه)).
267- قال: وحدثني أسد بن موسى، عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن القاسم بن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ: {ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم} ثم قال عليه السلام : ((والذي نفسي بيده ما منكم من بشر تفارق روحه جسده حتى يرى أي المنزلتين يصير، وأنه إذا نزل به الموت صف له سماطان من الملائكة يملأون ما بين الأفقين كأن وجوههم الشمس، فتخطف بصره إليهم، فلا يرى غيرهم، وإن كنتم تظنون أنه ينظر إليكم مع كل ملك منهم كفن وحنوط، فإن كان من أهل الحق والثبات في دينه، بشروه بالجنة، وقالوا: اخرجي أيتها النفس الطيبة إلى رضوان الله إلى ما أعد الله لك من الكرامة، اخرجي من هذا المأوى الذم الذي أنت فيه، فقد أعد الله لك من/ الكرامة ما هو خير لك من الدنيا وما فيها، فقال النبي عليه السلام : ((فلا يزالون يبشرونه ويعزونه، ويسلونها من بين ظفر ظفر، وعضو عضو، ويموت الأول، فالأول، من أعضاء جسده، ويهون عليه وإن كنتم ترون أنه يشدد عليه حتى يرفعونها في صدره، فيضيق بها، ثم يبشرونه، ويعدونه، ويسلونها شيئاً فشيئاً حتى يبلغوا بها ذقنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فلهي أشد خروجاً من الولد حين يخرج من الرحم، فيبتدرونها كلهم، فيتولى قبضها ملك الموت صلى الله عليه وسلم الذي وكل بها، وقرأ هذه الآية: {قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون} فيتلقاها بأكفان بيض، فيلفها فيها، ثم يحتضنها فوالذي نفسي بيده لهو أشد لزوماً لها، ورفقاً بها من البكر بواحدها، ويفوح لها فيهم ريح أطيب من المسك فيستنشقون ريحها، ويتباشرون بها، ويقولون رآها لهذا الروح الطيبة، والنفس الطيبة؛ اللهم صل على روحه وصل على جسد خرج منها، ثم يدفعها إلى ملائكة الرحمة، ونزع بهذه/ الآية: {توفته رسلنا وهم لا يفرطون} يعني يتوفاها من ملك الموت حين يقبضونها منه، فيصعدون بها إلى السماء، ولله خلق في الهوى لا يعلمهم إلا هو، فيفوح لها فيهم ريح أطيب