من المسك فيكم، فيصلون عليها ما بين السماء والأرض، ويفتح لها أبواب السماء كلها ما منها باب إلا وهو يحب أن تدخل منه، ويصلون عليها حتى توقف بين يدي الجبار تبارك وتعالى فيقول لها: مرحباً بالنفس الطيبة، وبجسد خرجت منه، وإذا قال الجبار لشيء: مرحباً رحب به كل شيء من شأنه، وذهب عنه الضيق، ثم يقول: اذهبوا بهذه النفس، فأروها مقعدها من الجنة، وما أعددت لها من النعيم، والكرامة، ثم اهبطوا بها الأرض فإني قضيت أني منها خلقتهم، وفيها أعيدهم، ومنها أخرجهم تارة أخرى، فتقول: أين تذهبون بي إلى ذلك الجسد الذي كنت فيه، فيقولون: إنا مأمورون بهذا ولا بد منه، فيهبطون بها قدر ما فرغ من غسل الجسد وتكفينه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : والذي بعثني بالحق إنهم ليدخلون بين الجسد، وأكفانه فما خلق الله/ كلمة يتكلم بها حبيب، ولا بغيض إلا وهو يسمعها إلا أنه لا يؤذن له بالمراجعة، فلو سمع أشد الناس له بغضاً في الدنيا، يقول: اعجلوا به، ثم أذن له بالرجوع ليشكر له، وإن كان أشد الناس له بغضاً حتى يؤتى به حفرته، فيوضع، فإذا فرغ منه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((والذي بعثني بالحق إنه ليسمع خفق نعالهم ونفض أيديهم من التراب إذا ولوا عنه، ثم يأتيه فتانا القبر منكر ونكير، ملكان أسودان أزرقان بطنان في شعورهما، وينحتان الأرض بأنيابهما معهما أرازب الحديد، والمقامع، والأغلال، والسلاسل، فيقولون له: اقعد بإذن الله، فإذا هو مستوٍ جالس فيرى خلقاً فظيعاً كريهاً ينسيه ما أتاه عند الموت، فينتهرانه ويقولان له: من ربك؟ فيقول: ربي الله، فيقولان: وما علمك؟ فيقول: جاءنا من عنده نبي وكتاب، فآمنا وصدقنا، واتبعنا الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ، فيقولان له: فمن نبيك هذا الذي تذكر؟ فيقول محمد صلى الله عليه وسلم ، فيقولان: فما دينك؟ فيقول: الإسلام، فيرددان/ المسألة ثلاث مرات، فيثبته الله، ونزع رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الآية: {يثبت الله الذين ءامنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة} يعني في القبر، فيسمع نداءً خفيفاً من الهواء صدق عبدي، فلينفعه الصدق، فيقولان له: انعم بما حباك الله قرير العين، ويفسح له في قبره، ويفتح له باب إلى الجنة يرى مقعده منها، وما أعد الله له فيها، وتهب له منها أرواح الجنة، ويصير إلى عليين)).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((وإن كان من غير أهل الجنة، والثبات في دينه، فإذا نزل به الموت صف له سماطان من الملائكة فيملأون ما بين الأفقين فيخطف بصره إليهم فما يرى غيرهم، وإن كنتم تظنون أنه ينظر إليكم قال: وشدد عليه، وإن