268- قال عبد الملك: وحدثني المقبري، عن الحسن بن عمارة، عن المنهال بن عمرو، عن البراء بن عازب قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجلٍ من الأنصار، فانتهينا إلى القبر، ولم يلحد بعد، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم مستقبل القبلة، وجلسنا حوله كأن على رؤوسنا الطير، فأكب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الأرض كأنه ينكث شيئاً، ثم رفع رأسه، فقال: ((الله إني أعوذ بك من عذاب القبر رددها ثلاثاً، ثم قال: إن المؤمن إذا كان في إقبال من الآخرة، وانقطاع من الدنيا تنزلت عليه الملائكة كأن وجوههم الشمس فتخطف بصره إليهم، فلا يرى غيرهم))، ثم ساق الحديث كله على وجهه إلا ما كان من اختلاف اللفظ.
269- قال: وحدثني أصبغ بن الفرج، عن ابن وهب، عن عبد الله بن عباس، عن إسماعيل بن رافع قال: بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم /، قال: ((إذا قبض الله عبده المؤمن الكريم عليه دعاه ملك الموت عليه السلام، فقال له: اذهب يا ملك الموت فأتني بروح وليي لنرح عبدي فحسبي من عمله، فقد بلوته في السراء، والضراء فوجدته حيث أحب فيذهب ملك الموت عليه السلام، فيأخذ من مسك الجنة الأذفر، ومن حريرها الأبيض، ثم يهبط، ويهبط بأثره خمسمائة ملك ليس منهم ملك إلا ومعه بشارة من الله إلى ذلك الولي، وليس منهم ملك يدري ما مع صاحبه من البشارة، وليس منهم ملك إلا ومعه من رياحين الجنة، فإذا أهبطوا حدقوا بالأرض، وتولى الله، وجلس ملك الموت عند رأسه يقول له: يا ولي الله ارتحل من الدنيا، فليست لك بدار، وليست لك بوطن، ولكن يا ولي الله لا بد أن تذوق ما ذاق إخوانك من قبلك قال: فملك الموت أرفق سلاً بإخراج نفسه ألطف من الوالدة بولدها فإذا دنت نفسه للخروج، وكانت عند دفنه أكب عليه الخمسمائة ملك الذين جاؤوا مع ملك الموت عليه السلام: يبشرونه بالبشارة التي أرسلهم الله بها إليه، وليس منهم ملك إلا/ وهو يضع على بقعة من جسده من تلك/ الرياحين كل ذلك لطفاً به، وترحيباً، فإذا خرجت نفسه لفها ملك الموت عليه السلام في ذلك المسك، والحرير ثم يعرج بها إلى سماء الدنيا، وتثبت الخمسمائة ملك عن جسده عند أهله حتى إذا دنا ملك الموت من سماء الدنيا تلقاه جبريل عليه السلام في سبعين ألف موكب فأخذ الروح منه، ثم عرج به جبريل حتى يضعه بين يدي الجبار تبارك وتعالى، فيقول الله الكريم: اذهب يا جبريل فضع روح عبدي في جسده، فيدخل بين جسده، وكفنه، فإذا حمل على سريره هبط خمسمائة ملك آخرون سوى الذين جاؤوا مع ملك الموت، فيجلسون صفين ما بين منزله، إلى قبره يستقبلون جنازته بالاستغفار، فإذا دلي إلى قبره،