كتاب شرح طيبة النشر لابن الجزري
للنّاس هكذا وقبل إن ترد ... هلّل وبعض بعد لله حمد
أي إلى سورة الناس، واللام تأتي بمعنى إلى قوله: (هكذا) أي من أولها أو من آخرها أيضا على ما تقدم قوله: (وقبل) أي وقبل التكبير يجوز التهليل وهو:
لا إله إلا الله، فيقول: لا إله إلا الله والله أكبر قوله: (هلل) يقال هلل: وإذا قال لا إله إلا الله وهيلل أيضا، فتبدل الياء من إحدى اللامين في التضعيف لئلا تتكرر اللامات قوله: (وبعض) يعني وبعض رواة التكبير زاد بعد التهليل والتكبير: ولله الحمد.
والكلّ للبزّي رووا وقنبلا ... من دون حمد ولسوس نقلا
أي وكل هذه الأوجه من التكبير وحده أو التكبير وحده أو التكبير مع التهليل، أو هما مع ولله الحمد تجوز للبزي قوله: (رووا) أي وروى أئمة القراءة كلا من وجهي التكبير وحده أو التكبير مع التهليل دون رواية ولله الحمد، فتكون هذه الرواية مخصوصة بالبزي، ومعنى قوله رووا: حملوا رواية ذلك، وإن حملوه روايته فقد نقلوه عنه قوله: (من دون حمد) أي من غير قول ولله الحمد قوله:
(نقلا) الألف فيه للإطلاق: أي نقل التكبير له كما سيأتي في أول البيت الآتي:
تكبيرة من انشراح وروي ... عن كلّهم أوّل كلّ يستوي
أي نقل بعض أئمة القراءة التكبير للسوسي من سورة ألم نشرح ولكنه مع وجه البسملة له لأن راوي التكبير عنه وهو ابن حبش لم يرو عن السوسي سوى البسملة قوله: (وروى) أي وروى التكبير أيضا عن كل من القراء في أول كل سورة وهو أيضا مع وجه البسملة حتى لحمزة لو قرئ له به ينوي الوقف فيصير مبتدئا، وإذا ابتدئ وجبت البسملة كما تقدم في باب البسملة قوله: (يستوى) أي التكبير على التسوية عنهم وفي كل سورة أو استقر عنهم كذلك، والله سبحانه وتعالى أعلم.
وامنع على الرّحيم وقفا إن تصل ... كلّا وغير ذا أجز ما يحتمل
يشير إلى ما يجوز بين السورتين مع التكبير من الأوجه كما أشار في باب البسملة إلى ما يجوز بين السورتين وما يمتنع، وذلك أن هناك يزيد التكبير على البسملة، وعند اجتماعهما احتمل ثمانية أوجه من وصل الكل وقطع الكل والوقف
الصفحة 333
344