كتاب شرح طيبة النشر لابن الجزري

حمد الله بمحامد وهو قائم ثم يقول: الحمد لله رب العالمين، ثم يذكر ما ورد في القرآن من الحمد ثم يقول بعد الآيتين من أول سورة فاطر: قل الحمد لله وسلام على عباده
الذين اصطفى الله خير أما يشركون: بل الله خير وأبقى وأحكم وأكرم وأجل وأعظم مما يشركون، والحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون، صدق الله ورسوله وأنا على ذلك من الشاهدين، اللهم صل على جميع الملائكة والمرسلين، وارحم عبادك المؤمنين من أهل السموات وأهل الأرض، واختم لنا منك بخير، وافتح لنا الخير، وبارك لنا في القرآن العظيم، وانفعنا بالآيات والذكر الحكيم؛ ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، بسم الله الرحمن الرحيم» رواه البيهقي من حديث زين العابدين مرسلا، وروى أبو منصور الأرجاني في فضائل القرآن عن داود بن قيس قال «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم ارحمني بالقرآن العظيم، واجعله لي إماما ونصيرا ونورا وهدى ورحمه، اللهم ذكرني منه ما نسّيت، وعلمني منه ما جهلت، وارزقني تلاوته آناء الليل وأطراف النهار، واجعله لي حجة يا رب العالمين».
وهاهنا تمّ نظام الطّيّبه ... ألفيّة سعيدة مهذّبه
هنا اسم إشارة يستعمل للقريب وهو مبتدأ وخبره تم نظام الطيبة قوله:
(نظام) النظام والنظم والجمع، ونظم اللؤلؤ: جمعه في سلك، ونظم الشعر:
جمعه موزونا مقفى، والنظام: السلك الذي ينتظم فيه اللؤلؤ، فكأن كل منها لؤلؤة انتظمت في هذا السلك، والطيبة: اسم لهذه الأرجوزة كما تقدم في الخطبة قوله:
(ألفية سعيدة مهذبة) يشير إلى عدة أبياتها كما جرت عادة من نظم في العلوم؛ يعني أنها ألف بيت وإن كانت تزيد شيئا يسير إلى نحو العشرة أبيات، فإن مثل هذا لا مشاحة فيه مع أنه لم يعدّ باب إفراد القراءات وجمعها الذي لا تعلق له بخلاف القراءات، يتم الألف في هذه الموضع، وإذا لم يسقط يتم عدة الألف عند قوله: بعد لله حمد من هذا الباب، والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب، وإليه المآب.
بالرّوم من شعبان وسط سنة ... تسع وتسعين وسبعمائة
الباء تتعلق بتم؛ أي نظامها بالروم: أي ببلاد الروم، وابتداؤها أيضا،

الصفحة 337