كتاب التفسير والمفسرون في غرب أفريقيا (اسم الجزء: 1)

بالأندلس بعلو الإسناد، صارما في أحكامه، ويجمع إلى ذلك كله آداب الأخلاق مع حسن المعاشرة، وكثرة الاحتمال، وكرم النفس، وحسن العهد، وثبات الود.
ورحل إليه، للسماع والأخذ عنه.
وممن أخذ عنه: القاضي عياض، وأبو زيد السهيلي، وأحمد بن خلف الطلاعي وعبد الرحمن بن ربيع الأشعري، والقاضي أبو الحسن الخلعي وخلائق
قال القاضي عياض: واستقضى أبو بكر ببلده فنفع الله به أهلها لصرامته وشدته ونفوذ أحكامه، وكانت له في الظالمين سورة مرهوبة، يؤثر عنه في قضائه أحكام غريبة، ثم صرف عن القضاء، وأقبل على نشر العلم وبثه وكان فصيحا أديبا، شاعرا، كثير الخبر، مليح المجلس (¬1).
قال الذهبي: فسر القرآن المجيد فأتى بكل بديع. (¬2)
وقال عنه الضبي: أديب رائق الشعر رئيس وقته (¬3).
توفي في ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة منصرفة من مراكش، وحمل ميتا إلى مدينة فاس، ودفن بها خارج باب المحروق.
وتصانيفه كثيرة حسنة مفيدة منها:
أنوار الفجر في تفسير القرآن: قال في كتابه القبس: إنه ألفه في عشرين سنة، ثمانين ألف ورقة، وتفرقت بأيدي الناس.
قال الشيخ برهان الدين ابن فرحون: وأخبرني الشيخ الصالح أبو الربيع سليمان بن عبد الرحمن البرغواطي في سنة إحدى وستين وسبعمائة بالمدينة النبوية؛ قال أخبرني الشيخ الصالح يوسف الحزام المغربي بثغر الإسكندرية في سنة ستين وسبعمائة، قال: رأيت تأليف القاضي أبي بكر بن العربي في تفسير القرآن؛ المسمى أنوار الفجركاملا في خزانة الملك العادل أمير المسلمين أبي عنان فارس بن السلطان أمير المسلمين أبي سعيد عثمان بن يوسف بن عبد الحق، وكان السلطان أبو عنان إذ ذاك بمدينة مراكش؛ وكانت له خزانة كتب يحملها معه في الأسفار، وكنت أخدمه مع جماعة في حزم الكتب
¬_________
(¬1) انظر نفح الطيب 2/ 27.
(¬2) السير 20/ 198.
(¬3) التعبية 183.

الصفحة 448