كتاب التفسير والمفسرون في غرب أفريقيا (اسم الجزء: 1)

خاصة فبرع فيه حتى عد من جلة نقلته ورواته،
واشتهر بمعرفة رجاله وحملته.
صحب أباه إلى الحج وزار المشرق، ولما مات أبوه حصلت له حظوة كبيرة بين العلماء.
كان يقرئ تفسير القرآن بكتاب أبيه في المسجد الجامع بالقيروان، وقد رواه عنه جماعة من أبناء إفريقية والأندلس، وسنده في الحديث وكذا في التفسير سند عال.
كانت له في داره حلقة عظيمة يحضرها عدد كبير من الطلاب وهي التي استهوت أبا العرب التميمي ودفعته للطلب والانتقال من حياة الأمراء إلى حياة العلماء. (¬1)
قال عنه أبو العرب: ثقة نبيل. (¬2)
كان على عقيدة أهل السنة شديدا على المبتدعة فقد عاتب عباسا السدري وأنكر عليه رأيه السوء. (¬3)
قال الدباغ: كان له عناية كاملة بالحديث ونقله وروايته وضبطه ومعرفة رجاله وحملته حافظا للسنن جامعا لها إماما فيها عارفا بأصول الديانات ... مبرزا في المعرفة والفهم على هدي وسنة واستقامة وقال: كان فقيها ورعا حافظا مطبوعا على الأخلاق الكريمة قليل الكلام والخوض في أمور الناس طويل الصلاة. (¬4)
ولم يزل في مقام التعظيم والإجلال من أهل زمانه إلى أن توفي في منتصف ذي القعدة سنة اثنتين وستين ومائتين.
له:
زيادات على تفسير أبيه يحيى بن سلام: كانت تروى بالأندلس وإفريقية. (¬5)

95 - محمد بن يوسف بن سعادة أبو عبد الله المرسي (¬6)
فقيه مالكي قاض نحوي كان عارفا بالسنن والآثار والتفسير والفروع
¬_________
(¬1) انظر المدارك 3/ 335، مدرسة الحديث 2/ 720.
(¬2) الطبقات ص: 113.
(¬3) انظر طبقات أبي العرب ص: 206، مدرسة الحديث 2/ 721.
(¬4) المعالم 2/ 145.
(¬5) منها أجزاء متفرقة قديمة مكتوبة على الرق محفوظة بمكتبة جامع عقبة. عليها سماعات كثيرة يرجع تاريخها إلى عصر المؤلف، وانظر العمر 1/ 1 / 106، فهرسة ابن خير ص: 57.
(¬6) مصادر ترجمته: طبقات المفسرين للداوودي 2/ 280، معجم المفسرين 2/ 653،
التكملة 2/ 505، بغية الملتمس 132، شذرات الذهب 4/ 218، بغية الوعاة 1/ 277، الديباج 287، معجم ابن الأبار 176، الوافي بالوفيات 5/ 250، معجم الأدباء 19/ 109 وهو فيه محمد بن يحيى.

الصفحة 476