كتاب التفسير والمفسرون في غرب أفريقيا (اسم الجزء: 1)

والعز الحراني
وأجاز له خلق من المغرب والمشرق، منهم الشرف الدمياطي، والتقي ابن دقيق العيد، والتقي ابن رزين، وأبو اليمن ابن عساكر
وأكب على طلب الحديث وأتقنه وبرع فيه، وفي التفسير والعربية، والقراءات والأدب والتاريخ واشتهر اسمه، وطار صيته وأخذ عنه أكابر عصره وتقدموا في حياته، كالشيخ تقي الدين السبكي، وولديه، والجمال الأسنوي، وابن قاسم، وابن عقيل، والسمين، وناظر الجيش، والسفاقسي وابن مكتوم، وخلائق
قال الصفدي: لم أره قط إلا يسمع أو يكتب أو ينظر في كتاب، وكان ثبتا قيماً عارفا باللغة وأما النحو والتصريف فهو الإمام المجتهد المطلق فيهما خدم هذا الفن أكثر عمره حتى صار لا يدركه أحد في أقطار الأرض فيهما غيره، وله يد طولى في التفسير والحديث، وتراجم الناس ومعرفة طبقاتهم، خصوصاً المغاربة وأقرأ الناس قديماً وحديثا وألحق الصغار بالكبار. (¬1)
وكان سبب رحلته عن غرناطة أنه حملته حدة الشبيبة على التعرض للأستاذ أبي جعفر بن الطباع، وقد وقعت بينه وبين أستاذه أبي جعفر ابن الزبير واقعة، فنال منه وتصدى لتأليف في الرد عليه وتكذيب روايته، فرفع أمره إلى السلطان، فأمر
بإحضاره وتنكيله فاختفى، ثم ركب البحر، ولحق بالمشرق.
قال الصفدي: وقرأ على العلم العراقي، وحضر مجلس الأصبهاني، وتمذهب للشافعي، وكان أبو البقاء يقول: إنه لم يزل ظاهرياً
قال الحافظ ابن حجر: كان أبو حيان يقول: محال أن يرجع عن مذهب الظاهر من علق بذهنه. (¬2)
قال الأدفوي: وكان يفخر بالبخل كما يفخر الناس بالكرم، وكان ثبتاً صدوقاً حجة سالم العقيدة من البدع الفلسفية ... والتجسيم، ومال إلى مذهب أهل الظاهر وإلى محبة علي بن أبي طالب، كثير الخشوع والبكاء عند قراءة القرءان وكان شيخاً طوالاً حسن النغمة، مليح الوجه، ظاهر اللون، مشرباً بحمرة، منور الشيبة كبير اللحية، مسترسل الشعر.
وكان يعظم الشيخ تقي الدين ابن تيمية، ثم وقع بينه وبينه في مسألة نقل فيها أبو حيان شيئاً عن سيبويه،
¬_________
(¬1) الوافي 5/ 267.
(¬2) الدرر الكامنة 5/ 72.

الصفحة 478