كتاب التفسير والمفسرون في غرب أفريقيا (اسم الجزء: 2)

مثل:
الزمخشري وابن عطية والفخر الرازي وأبي حيان (¬1).
وفي العهد المريني راجت دراسة التفسير في الصقع السوسي وظهر من المفسرين أبو يحيى الكرسفي ت 683 هـ وهو من الدارسين بالأندلس. (¬2)
وكان من مزايا عصر السعديين الاعتناء بتفسير القرآن، وتعدد المفسرين ومن بينهم الحاج محمد الشنقيطي ت 963 هـ وعبد الرحمن القصري ت 1036 هـ وعلي بن الواحد الأنصاري السجلماسي ت 1054 هـ، وبلقاسم بن إبراهيم الدكالي ت 978 هـ، وغيرهم (¬3).
وفي العهد التركي أغلقت الأبواب في وجه التيارات الجديدة منذ استقرار الأندلسيين وتوقف الارتحال إلى المشرق، وتوقف المد الثقافي وعكف الناس على المختصرات الفقهية يشرحونها ويعلقون عليها حتى أصبحت دراسة الكتب هي الهدف وضاع العلم واختفى الاجتهاد، وقد تأثر علم التفسير بهذا الركود، على أن اليقظة العلمية بعد ذلك جعلت الناس يعتنون بعلم التفسير واشتهر تفسير أبي السعود وقام الشيخ زيتونة المنستيري ت 1138 هـ بكتابة حاشية عليه كما يأتي ذكره في التأثر بالمشرق.
وظهر في الصقع السوسي كتاب إعراب القرآن لأبي زيد الجشتيمي ت 1269 هـ
ثم شهد العالم تطورا مذهلا في شتى المجالات، فواكب ذلك نشاط في التأليف وساعدت وسائل الإعلام الحديثة في نشر العلوم، فكان للتفسير حظ ملحوظ واشتهر في المنطقة من المفسرين عبد الحميد بن باديس ت 1359 هـ ومحمد الأمين الشنقيطي ت 1393 هـ ومحمد الطاهر بن عاشور ت 1393 هـ ومحمد المكي الناصري ت 1414 هـ
ومن أشهر من بقي على قيد الحياة من أهل التفسير في المنطقة أبو بكر جابر الجزائري صاحب أيسر التفاسير، والأخضر بن قويدر الدهمة صاحب قطوف دانية.
وقد ساهم في نهضة علم التفسير بالمنطقة، أن هيأ الله له طائفة من الملوك ومؤسسي
الدول في تلك البقعة اشتغلوا بالتفسير وبرعوا فيه حتى صنفوا
¬_________
(¬1) جامع الزيتونة ص: 32، 33.
(¬2) انظر سوس العالمة ص: 34.
(¬3) انظر: سلوة الأنفاس 2/ 128، المغرب عبر التاريخ 2/ 460.

الصفحة 505