كتاب التفسير والمفسرون في غرب أفريقيا (اسم الجزء: 2)

وعلى الرغم من مرور المنطقة بعهد الأغالبة (¬1) الذي فشا فيه الاعتزال وصارت له صولة وجولة وامتحن فيه أهل السنة بسبب علماء المعتزلة إلا أنني لم أقف على تفسير مغربي يدعو إلى الاعتزال - إذا استثنينا مختصرات الكشاف (¬2) التي لم نطلع عليها، أو من كان مثل العشاب ت 730 هـ الذي جمع في تفسيره بين الكشاف وابن عطية ولم نطلع على كتابه أيضا - بل وقف المغاربة وقفة المنافح عن السنة ضد المعتزلة وقام بعضهم بالرد على الزمخشري وتتبع مخالفاته لأهل السنة ومنهم: عبد العزيز بن بزيزة ت 662 هـ الذي جمع في كتابه البيان والتحصيل بين مشكلات الزمخشري وابن عطية، ومثل أبي علي السكوني ت 716 هـ ووالده أبي بكر ت 646 هـ في كتابهما التمييز لما أودعه الزمخشري من الاعتزال في تفسيره للكتاب العزيز، وغيرهم.
على أن من المغاربة من اختصر الكشاف فأزال عنه الاعتزال مثل: محمد بن علي ابن العابد الفاسي ت 662 هـ.
وقد قال السلاوي متحدثا عن نقاء عقيدة أهل المنطقة في الحقبة الأولى بالرغم من دخول الأهواء إليها:
فبعد أن طهرهم الله تعالى من نزعة الخارجية أولاً، والرافضة ثانيًا (وأضيف أنا والمعتزلة ثالثا) أقاموا على مذهب أهل السنة والجماعة مقلدين للجمهور من السلف، رضي الله عنهم في الإيمان بالمتشابه، وعدم التعرض له بالتأويل، مع التنزيه عن الظاهر، وهو - والله - أحسن المذاهب
¬_________
(¬1) انظر ماتقدم في التمهيد عن ذلك العهد.
(¬2) ينظر حكم شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم على تفاسير المعتزلة لاسيما الكشاف في مقدمة في أصول التفسير ص: 22، أعلام الموقعين 1/ 78.

الصفحة 513