كتاب التفسير والمفسرون في غرب أفريقيا (اسم الجزء: 2)

لمحمد بن الحسن، اختلفت الروايات في الذبيح من هو؟ فقال قوم إسحاق، وقال قوم إسماعيل، وقال محمد أصح الروايات عندنا إسماعيل لأن الله عز وجل يقول في كتابه الكريم {فبشرناه بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب} (¬1) فكيف يختبر إبراهيم بذبح إسحاق وقد أعلمه الله أنه سيولد له إسحاق ويولد لإسحاق يعقوب؟ وإنما الاختبار فيما لم يعرف عاقبته وهو إسماعيل (¬2).
ورحل إلى المشرق أيضا جماعة كبيرة من المفسرين بالمنطقة ومنهم محمد بن سحنون ت 256 هـ ومحمد بن سعيد الفاسي ت 778 هـ
وممن دخل المدينة وسمع بها سليمان بن سالم أبو الربيع القطان ت 281 هـ، ومحمد ابن عرفة الورغمي ت 803 هـ
وممن دخل الحجاز ودرس فيه من المتأخرين محمد عبد الحي الكتاني ت 1382 هـ ومحمد تقي الدين الهلالي ت 1407 هـ وغيرهما.
كما قدم من مكة إلى المنطقة عبد اللطيف بن أحمد بن علي الفاسي ت 843 هـ.
وعلى الرغم من أن العراق لم تكن في طريق رحلة القرويين إلى الحرمين فقد تكونت صلات علمية بين الطرفين حيث قصد أهل القيروان مختلف مدن العراق، وخاصة بغداد والبصرة والكوفة، وأخذوا عن علمائها ومنهم من أقام بها. كما أن بعض أهل العراق قد قدموا إلى القيروان واستوطنوها وبثوا فيها العلم، ويضاف إلى هذا الإجازات المتبادلة بين أهالي الجهتين، والمصنفات التي أدخلها القرويون من العراق. (¬3)
وممن دخل العراق من المفسرين بالمنطقة:
فمن المتقدمين عكرمة مولى ابن عباس ت 105 هـ دخل البصرة وغيرها.
ومن المتأخرين محمد تقي الدين الهلالي ت 1407 هـ دخل البصرة أيضا.
ومن الإباضية دخلها إبراهيم بن محمد إطفيش الإباضي ت 1385 هـ.
وممن قدم من العراق من المفسرين جماعة على رأسهم يحيى بن سلام البصري الذي استوطن القيروان وحدث فيها بتفسيره.
كما دخلها محمد بن يحيى بن سلام ت 262 هـ الذي قدم مع أبيه صغيرا وأقام بالمنطقة.
ومن بغداد دخلها إمام أهل السنة أحمد بن حنبل
¬_________
(¬1) هود 71.
(¬2) المالكي المصدر السابق 1/ 178.
(¬3) انظر مدرسة الحديث 1/ 432.

الصفحة 518