كتاب التفسير والمفسرون في غرب أفريقيا (اسم الجزء: 2)

أهل شذونة بالأندلس تفسير ابن سلام بالقيروان. (¬1)
كما قام بعض الأندلسيين باختصاره ومنهم محمد بن عبد الله بن أبي زمنين ت 399 هـ، وعبد الرحمن أبو المطرف القنازعي ت 413 هـ.
تفسير المهدوي:
قال الحافظ السيوطي في كتاب المهدوي: وقد اختصره أبو حفص الشيخ عمر بن أحمد الأندلسي وسماه: عين الأعيان وكان ذلك في سنة أربع وستين وسبعمائة (¬2).
كما أن تفسير المهدوي مصدر من مصادر ابن عطية وقد ذكر ذلك في مقدمة كتابه ووصفه بالإتقان (¬3).
تفسير أبي موسى الهواري:
وممن كان يرويه من أهل الأندلس المسيب بن سليمان الأستاجي. (¬4)

وفي الجانب المقابل اهتم أهل المنطقة بتفاسير الأندلسيين ومن ذلك:
تفسير ابن عطية الإشبيلي (الوجيز) ت 541 هـ (¬5):
وابن عطية كمفسر أندلسي كان له أثر على التفسير في المنطقة فقد جمع بين مشكلاته ومشكلات الزمخشري ابن بزيزة في تفسيره الموسوم بالبيان والتحصيل، واستفاد منه جمع ونقلوا عنه ومنهم الثعالبي الذي يعتبر ملخصا ومهذبا له وابن عاشور الذي نقل عنه في مواضع عدة من تفسيره.
وقام يحيى الشاوي الملياني ت 1096 هـ بتأليف كتابه المحاكمات وهو حاشية على تفاسير ابن عطية وأبي حيان والزمخشري. كما قام بتدريسه بعض مفسري المغاربة ومنهم: هاشم بن محمد المدغري ت 1265 هـ
وهكذا تفاعلت مدارس التفسير في شتى بقاع المسلمين وتلاقحت فيما بينها مما أثرى علم التفسير وساهم في نضوجه ووصوله للمستوى الذي وصل إليه الآن.

الصلة بصقلية (¬6) وغيرها من المناطق المجاورة:
بدأت الصلات العلمية بين أهل المنطقة وبين صقلية على يد فاتحها
¬_________
(¬1) تاريخ علماء الأندلس 2/ 32، 75.
(¬2) طبقات المفسرين ص: 111.
(¬3) انظر مقدمة المحرر الوجيز 1/ 20، 42.
(¬4) تاريخ العلماء بالأندلس 2/ 150.
(¬5) عصر المنصور ص: 247.
(¬6) هي جزيرة تقع في البحر المتوسط مقابل تونس تم فتحها من القيروان ومنها كان يعين قضاتها وولاتها وبقيت في أيدي المسلمين حتى سنة أربع وثمانين وأربعمائة حيث غلب عليها الإفرنج. (انظر معجم البلدان 3/ 416، العرب في صقلية 85، مدرسة الحديث في القيروان 1/ 449).

الصفحة 530