كتاب التفسير والمفسرون في غرب أفريقيا (اسم الجزء: 2)

استنباط الأحكام من كتاب الله. وقد رواه عنه الناس وقرأوه عليه كغيره من كتبه، كما صنف الناسخ والمنسوخ ولا شك أن هذه الكتب بناها على منهجه الفقهي وقرر فيها مايميل إليه. وقد مدحه ابن حزم بأنه في أحكام القرآن غاية. (¬1)
وظهر بعده من تبنى هذا المنهج وعلى رأسهم الإمام أبو حيان الأندلسي صاحب البحر المحيط الذي كان يقول: محال أن يرجع عن مذهب الظاهر من علق بذهنه. (¬2)
وقد نقل المفسرون من أهل المنطقة قديما وحديثا نقولا عن أهل الظاهر عند تفسيرهم لآيات الأحكام ولا أطيل هنا بتتبع ذلك. (¬3)
وقد اقتصرت في هذا المبحث على هذين المذهبين لانتشارهما وتأثر التفسير بهما بخلاف غيرهما من المذاهب الإسلامية التي ظهرت بصورة ضئيلة فيها ولكنها سرعان مااندثرت ولم يكثر الآخذون بها مثل مذهب أبي عمر الأوزاعي (ت 157 هـ) ومذهب سفيان الثوري (ت 161 هـ)
أما مذهب محمد بن إدريس الشافعي (ت 204 هـ) فقد كان حظه بالقيروان أكثر من سابقيه حيث مال إليه مجموعة من أهلها وقد صنف بعض علماء القيروان في الرد على مذهب الشافعي كتبا منها كتاب الرد على الشافعي لمحمد بن سحنون (ت 256 هـ) وكتاب الحجة في الرد على الشافعي فيما أغفل من كتاب الله وسنة نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - ليحيى بن عمر (ت 289 هـ)
ومن المفسرين الذين تمذهبوا بالمذهب الشافعي من أهل المنطقة:
محمد بن علي بن عبد الواحد ابن النقاش الدكالي ت 763 هـ
وعبد الله بن محمد بن الصديق الغماري ت 1413 هـ وقد كان مالكيا ثم أصبح شافعيا ثم ترك التقليد.
¬_________
(¬1) انظر: نفح الطيب 4/ 169.
(¬2) الدرر الكامنة 5/ 72.
(¬3) انظر كمثال للمتقدمين الجامع لأحكام القرآن 1/ 119، 166، 351، 4/ 162، 6/ 90، وغيرها كثير، والبحر المحيط 3/ 211وغيرها، وكمثال للمتأخرين التحرير والتنوير 1/ 2 / 165.

الصفحة 537