كتاب التفسير والمفسرون في غرب أفريقيا (اسم الجزء: 2)

وفي مبحث الإيمان تعرض ابن سلام إلى أن الشرك بالله يوجب النار وأنه لا ينجي منها إلا الإيمان بالله الواحد الأحد، وذكر جملة أحاديث وآثار وجميعها تفيد أن المشرك في النار وأن الموحد في الجنة (¬1)، وذلك عند تفسير قوله تعالى {ومن جاء بالسيئة} (¬2)
ويؤكد ابن سلام على أهمية أعمال المؤمنين وعلى أنها المعيار الذي يحدد المنزلة التي ينالونها في الجنة خلافا لما شاع عنه من تهمة الإرجاء (¬3).
فقد ذكر في تفسير قوله تعالى: {ولكل درجات مما عملوا وليوفيهم أعمالهم وهم لا يظلمون} (¬4) أن للمؤمنين درجات في الجنة على قدر أعمالهم وللمشركين درجات في النار على قدر أعمالهم (¬5).
كما أكد على القيام بالفرائض والاشتغال بذكر الله وذلك في تفسيره لقوله تعالى: {رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله} (¬6) ونقل عن السدي أن هؤلاء كانوا إذا سمعوا المؤذن تركوا بيعهم وقاموا إلى الصلاة وذكر الله (¬7).
وفي موضوع البعث والحساب يوم القيامة يورد ابن سلام أخبارا مطولة فيها تفصيلات لما يلقاه المؤمنون من جزاء حسن ينتهي بهم إلى منازلهم في الجنة ومايناله الكافرون والمشركون من عقاب وسوء مصير يفضي بهم إلى جهنم خالدين فيها وقد أوضح ابن سلام (¬8) هذه المعاني عند تفسيره لقوله تعالى {وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا} (¬9)
كما نقل ابن سلام أحاديث متعددة في فضل الصحابة رضي الله عنهم ومن ذلك:
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن في السماء الدنيا ثمانين ألف ملك يستغفرون لمن أحب أبا بكر وعمر رضي الله عنهما، وفي السماء الثانية ثمانون ألف ملك يلعنون من أبغض أبا بكر وعمر، ومن أحب جميع أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقد برئ من النفاق" (¬10).
¬_________
(¬1) ق: 76.
(¬2) النمل: 90.
(¬3) سبق وأن تحدثت عنها في ترجمته.
(¬4) الأحقاف: 19.
(¬5) ق: 565.
(¬6) النور 36.
(¬7) ق: 54.
(¬8) ق: 7.
(¬9) الإسراء: 13 - 14.
(¬10) ق: 99، رواه الخطيب والديلمي وأبو نعيم وقد حكم بوضعه غير واحد منهم الخطيب
والشوكاني (انظر الفوائد المجموعة ص: 338).

الصفحة 551