كتاب التفسير والمفسرون في غرب أفريقيا (اسم الجزء: 2)

ثالثا: موقفه من تفسير القرآن بالقرآن:
إن تفسير القرآن بالقرآن كثير في تفسير يحيى فمن ذلك
قول يحيى: قوله: {من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له} (¬1) وتفسيره في سورة البقرة {مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم} (¬2)
وقال: قوله تعالى: {يغشي الليل النهار} (¬3) وهو كقوله: {يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل} (¬4).
وقال: قوله {هو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام} (¬5) فيها إضمار خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام، اليوم منها ألف سنة كقوله {وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون} (¬6).
وقوله: {للتي هي أقوم} (¬7) وقال في المزمل {وأقوم قيلا} (¬8): أصوب.
وقوله: {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا} (¬9) تفسير الحسن: ألا يعذب قوم باستئصال حتى يحتج عليهم بالرسول كقوله {وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا} (¬10) وكقوله {وإن من أمة إلا خلا فيها نذير} (¬11) يعني الأمم التي أهلكها الله بالعذاب.
وقوله: {كلا سنكتب ما يقول ونمد له من العذاب مدا} (¬12) يقول: هي كقوله تعالى {فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا} (¬13) (¬14)
وقال في تفسير قوله تعالى {ومن آياته منامكم بالليل} (¬15): هي كقوله عز وجل {ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه} (¬16)
كما فسر قوله تعالى {وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد} (¬17) قال: هو كقوله {وياقوم استغفروا
¬_________
(¬1) البقرة: 245.
(¬2) البقرة: 261، ق: 84 / ب.
(¬3) الأعراف: 54.
(¬4) الزمر: 5.
(¬5) الحديد: 4.
(¬6) الحج: 47.
(¬7) الإسراء: 9.
(¬8) المزمل: 6.
(¬9) الإسراء: 15.
(¬10) القصص: 59.
(¬11) فاطر: 24.
(¬12) مريم: 78.
(¬13) النبأ: 30.
(¬14) ق: 24.
(¬15) الروم: 23.
(¬16) القصص: 73، ق: 80.
(¬17) إبراهيم: 7.

الصفحة 552