كتاب التفسير والمفسرون في غرب أفريقيا (اسم الجزء: 2)

غدوا وعشيا فإذا رأوها قالوا: ربنا لاتقيمن الساعة لما يرون من عذاب الله قال: "فإذا أنا برجال بطونهم كالبيوت يقومون فيقعون لظهورهم ولبطونهم فيأتي عليهم آل فرعون ... . بأرجلهم ... قلت: من هؤلاء ياجبريل؟ فقال: هؤلاء أكلة الربا " ثم تلا هذه الآية {الذين يأكلون الربا لايقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس} (¬1)
ومارواه أيضا عن أبي الأشهب والمبارك عن الحسن قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ثلاثة من حفظهن هو عبد لي حقا، ومن ضيعهن فهو عدو لي؛ ائتمن الله ابن آدم على ثلاث: الصلاة، ولو شاء قال: قد صليت. وعلى الصوم، ولو شاء قال: قد صمت. وعلى الغسل من الجنابة، ولو شاء قال: قد اغتسلت." ثم تلا هذه الآية {يوم تبلى السرائر} (¬2). (¬3)
وأما أسباب النزول فهو يهتم بذكرها وأمثلتها كثيرة ومن ذلك:
قال في تفسير قوله عز وجل {قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد} (¬4): حدثني الفرات عن طاووس أن رجلا قال: يا رسول الله! إني رجل أقف المواقف، أريد وجه الله، وأحب أن يرى مكاني، فلم يرد عليه رسول الله شيئا، فنزلت هذه الآية (¬5). (¬6)
¬_________
(¬1) أخرجه ابن إسحاق (انظر سيرة ابن هشام 2/ 38) وابن جرير 15/ 11 والبيهقي في دلائل النبوة 2/ 390 وابن عدي في الكامل 6/ 2123 وابن عساكر في تاريخ دمشق 1/ 581 من طريق أبي هارون به مطولا ولم يسمه ابن إسحاق وقد ضعفه ابن كثير والذهبي (انظر البداية 3/ 111، السيرة النبوية ص: 181) وأبو هارون اسمه عمارة بن جوين قال الحافظ: متروك ومنهم من كذبه، شيعي (التقريب 4840) (انظر صحيح السيرة النبوية 2/ 404).
(¬2) الطارق: 9.
(¬3) ق: 92، وهو حديث قدسي إسناده ضعيف لإرساله وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن أبي الدرداء نحوه وزاد: الزكاة. وأخرج ابن المنذر عن عطاء نحو ذلك من قوله (انظر الدر المنثور 6/ 375).
(¬4) الكهف: 110.
(¬5) ق: 21.
(¬6) ضعيف لإرساله أخرجه ابن أبي حاتم وابن أبي أبي الدنيا في كتاب الإخلاص عن طاووس به، وقال السيوطي: مرسل. وأخرجه الحاكم من طريق طاوس عن ابن عباس موصولاً وصححه على شرط الشيخين وله شواهد عن مجاهد وغيره (انظر لباب النقول ص: 22) ولم يذكره صاحب الصحيح المسند من أسباب النقول.

الصفحة 555