كتاب التفسير والمفسرون في غرب أفريقيا (اسم الجزء: 2)

قوله عند تفسير قول الله تعالى: {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات} (¬1).
هشام عن قتادة عن مطرف بن عبد الله قال: فضل العلم أعجب إلي من فضل العبادة. قيل: لم؟ قال: لأنه أورع لله عن محارمه (¬2).
عاصم بن حكيم عن هلال بن خباب قال: قلت لسعيد بن جبير: متى هلاك هذه الأمة؟ فقال: إذا هلك فقهاؤها هلكوا (¬3).

سادسا: موقفه من السيرة والتاريخ وذكر الغزوات:
ذكر ابن سلام عدة روايات في الإسراء مستقاة من السيرة في بداية سورة الإسراء ومن ذلك قوله:
وقال بعض من رواه: يامحمد نسألك عن عيرنا هل رأيتها في الطريق؟ قال: نعم قال: أين؟ قال: مررت على عير بني فلان بالروحاء وقد أضلوا ناقة لهم وهم في طلبها ... . فذكر قصة طويلة.
ومن مواضع تعرضه للسيرة بيانه لقوله عز وجل {لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج} (¬4) بالاستناد إلى رواية الكلبي حيث ذكر أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لما تزوج أسماء بنت النعمان الكندية وكانت من أحسن البشر، فقالت نساء نبي الله: لئن تزوج رسول الله علينا الغرائب، ما له فينا حاجه، فحبس الله نبيه على أزواجه اللائي عنده، وأحل له من بنات العم والعمة والخال والخالة ما شاء. (¬5)
وفسر قوله عز وجل {وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضًا لم تطأوها} (¬6)، بما رواه من أن النبي - صلى الله عليه وسلم -، لما حاصر بني النضير وقطع نخلهم، فرأوا أنه قد ذهب بعيشهم فصالحوه على أن يجليهم إلى الشام. (¬7)
¬_________
(¬1) المجادلة: 11.
(¬2) أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله 1/ 32 من طريق قتادة به نحوه وإسناده صحيح. هشام: هو ابن سنبر الدستوائي قال الحافظ: ثقة ثبت (التقريب 7299) وقتادة: ثقة مشهور.
(¬3) ق: 127، أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله 1/ 153 من طريق هلال به
وعاصم: قال الحافظ: صدوق (التقريب 355) وهلال: قال الحافظ: صدوق تغير بأخرة (التقريب 7334) فالإسناد حسن.
(¬4) الأحزاب: 52.
(¬5) ق: 91.
(¬6) الأحزاب: 27.
(¬7) ق: 118.

الصفحة 560