كتاب التفسير والمفسرون في غرب أفريقيا (اسم الجزء: 2)

ومما يتصل بهذا المبحث روايته لبعض الأخبار المتعلقة بتوضيح مبهمات القرآن فقد ذكر في تفسير الرجل، والمدينة من قوله تعالى {وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى} (¬1) أن الرجل هو حبيب النجار، وأن المدينة هي أنطاكية (¬2).

ثامنا: موقفه من اللغة:
يقوم بتفسير بعض المفردات التي لا رواية فيها ومن ذلك قوله:
قال يحيى: {الدين} (¬3) في اللغة الجزاء، ومن كلام العرب دنته أي جازيته (¬4).
وقال: قوله عز وجل {إنه هو السميع العليم} (¬5) لاأسمع منه ولا أعلم منه. (¬6)
وقال يحيى: قوله: {وإذا أنزلت سورة أن آمنوا بالله وجاهدوا مع رسوله استأذنك أولو الطول منهم} (¬7) ذوو السعة والغنى في البقاء والتخلف عن الجهاد، {وقالوا ذرنا نكن مع القاعدين} (¬8) النساء (¬9).
وأقول: هذا فيه نظر وإنما النساء أردن بقوله: الخوالف، وأما القاعدون فهو جمع مذكر سالم أريد به المتخلفون من المعذورين (¬10).
وقال يحيى عند تفسير قول الله عز وجل: {بئسما اشتروا به أنفسهم} (¬11): وكل شيء في القرآن "اشتروا" فهو شراء إلا هذه الآية، وكل شيء في القرآن "شروا" فهو بيع (¬12).
وقال {طوبى لهم} (¬13) أي: حسنًا لهم وهي كلمة من كلام العرب. (¬14)
ومن تعرضه أيضا لبعض النواحي اللغوية قوله: {سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار} (¬15) فيها تقديم وتأخير: سواء من أسر القول منكم ومن جهر به ...
¬_________
(¬1) القصص: 25.
(¬2) ق: 657.
(¬3) الفاتحة: 4.
(¬4) انظر ابن أبي زمنين 7 / ب.
(¬5) الشعراء: 220.
(¬6) ق: 18.
(¬7) التوبة: 86.
(¬8) التوبة: 86.
(¬9) ق: 19.
(¬10) انظر تفسير الطبري 10/ 207 - 208.
(¬11) البقرة: 90.
(¬12) انظر ابن أبي زمنين 11 / ب.
(¬13) الرعد: 29.
(¬14) ق: 668.
(¬15) الرعد: 10.

الصفحة 562