كتاب التفسير والمفسرون في غرب أفريقيا (اسم الجزء: 2)

قوله: {له معقبات} (¬1) لهذا المستخفي وهذا السارب، {من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله} (¬2) فيها تقديم وتأخير: له معقبات من بين يديه ومن خلفه من أمر الله، أولئك يحفظونه (¬3).
وتعرض ابن سلام إلى بعض الألفاظ الواردة في القرآن والتي هي من أصل أعجمي فنسبها إلى أصولها. مثل لفظة (المشكاة) في قوله تعالى {الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح} (¬4) قال: المشكاة: الكوة في البيت التي ليست بنافذة وهي بلسان الحبشة (¬5). ولفظة (المنسأة) في قوله تعالى {فلما قضينا عليه الموت مادلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته} (¬6) قال: وهي العصا بالحبشية (¬7). وقال في أصل لفظة (القسطاس) في قوله تعالى: {وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم} (¬8) بالقسطاس: العدل بالرومية (¬9)
ولم أقف على استدلال ليحيى بالشعر فيما رجعت إليه من تفسيره (¬10).

تاسعا: موقفه من القراءات (¬11):
لقد وصف الشيخ محمد الفاضل ابن عاشور منهج ابن سلام بقوله: ... يتدرج من اختيار المعنى إلى اختيار القراءة التي تتماشى وإياه، مشيرا إلى
¬_________
(¬1) الرعد: 11.
(¬2) الرعد: 11.
(¬3) ق: 27.
(¬4) النور: 35.
(¬5) ق: 53.
(¬6) سبأ: 14.
(¬7) ق: 93.
(¬8) الإسراء: 35.
(¬9) ق: 9.
(¬10) وقد وقعت صاحبة التفسير واتجاهاته في مأزق كبير ويبدو أنها لا تحفظ القرآن حيث نسبت لابن سلام أنه يحتج للتفسير اللغوي بالشعر العربي القديم وقالت: فقد ذكر في تفسير معنى (أسفا) من قوله تعالى {فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا} (الكهف: 6): غضبا وهو تفسير قتادة ثم قال: مثل قوله:
... فلما آسفونا أغضبونا
انظر التفسير واتجاهاته ص: 95

فظنت أن قوله: فلما آسفونا أغضبونا شطرا من بيت شعر عربي ووصفته بأنه قديم والمراد كما هو واضح تفسير كلمة آسفونا من قوله تعالى {فلما آسفونا انتقمنا منهم} (الزخرف: 55) بأن معناها: أغضبونا. وهو موافق لما رواه ابن جرير 25/ 84 عن قتادة وغيره.
(¬11) انظر دراسة خاصة بالقراءات عند يحيى بن سلام من خلال تفسيره عند هند شلبي في القراءات بإفريقية ص: 151 - 185.

الصفحة 563