كتاب التفسير والمفسرون في غرب أفريقيا (اسم الجزء: 2)

وفي سبب نزول قوله تعالى {ياأيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم} (¬1)
قال ابن عبد البر (¬2) وذكر بقي بن مخلد، قال: حدثنا إبراهيم بن محمد الشافعي قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن ابن أبي خالد قال: سمعت عبد الله بن أبي قتادة قال: نزلت في أبي لبابة: {ياأيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أمانتكم} قال سفيان: هكذا قرأ. (¬3)

ثالثا: موقفه من تفسير القرآن بأقوال السلف:
قال ابن عبد البر (¬4): روى بقي بن مخلد، حدثنا يحيى بن عبد الحميد، قال: حدثنا هشيم عن العوام بن حوشب، عن الشعبي عن عبد الله بن مسعود {واعتصموا بحبل الله جميعا} (¬5) قال: حبل الله: الجماعة.
قال بقي: وحدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن الحسن الأسدي، عن هشيم، عن العوام بن حوشب، عن الشعبي، عن عبد الله في قوله: {واعتصموا بحبل الله جميعا} قال: الحبل الذي أيد الله به: الجماعة (¬6).
قال بقي: وحدثنا أبو كريب، حدثنا أبو بكر بن عياش، عن أبي حصين،
¬_________
(¬1) الأنفال: 27.
(¬2) التمهيد 20/ 83.
(¬3) أخرجه ابن جرير في تفسيره 9/ 222 من طريق ابن عيينة، عن إسماعيل بن أبي خالد
الأحمسي به دون ذكر القراءة، وذكره السيوطي في الدر 3/ 193وعزاه أيضًا لسعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ، وإسناده فيه ضعف لإرساله لأن عبد الله ابن أبي قتادة من التايعين إلا أن له شواهد كثيرة ذكرها السيوطي.
(¬4) التمهيد 21/ 272 - 273.
(¬5) آل عمران: 103.
(¬6) أخرجه سعيد بن منصور في سننه 3/ 1084 وابن جرير في تفسيره 4/ 30 - 31 والطبراني في الكبير رقم 9033 كلهم من طريق هشيم، عن العوام - به نحوه. وذكره الهيثمي في المجمع 6/ 326 وحكم على سنده بالانقطاع، وذلك لأن الشعبي لم يسمع من ابن مسعود (انظر جامع التحصيل ص: 248) ويبدو أن الواسطة هو ثابت بن قطبة كما سيأتي.

الصفحة 576