كتاب التفسير والمفسرون في غرب أفريقيا (اسم الجزء: 2)

الآية ونزلت سورة الأنعام جملة (¬1).
وقال في سورة الكهف: روى وهب بن منبه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ألا أخبركم بسورة عظيمة ملأت مابين السماء والأرض وما جاء فيها من الأجر مثل ذلك؟ ". قالوا: يانبي الله أي سورة هي؟ قال: "سورة الكهف من قرأ بها يوم الجمعة أعطي نورًا بين السماء والأرض ووقي بها فتنة القبر" (¬2).
وعن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة غفر له مابينه وبين الجمعة الأخرى وزيادة ثلاثة أيام" (¬3).

خامسا: موقفه من تفسير القرآن بأقوال السلف:
يلاحظ اهتمام المهدوي بإيراد الأقوال المختلفة عن علماء الصحابة والتابعين ومن ذلك:
قوله تعالى {كأنهن بيض مكنون} (¬4)
قال: قال ابن عباس: يعني اللؤلؤ المكنون.
وعن الحسن وابن يزيد: شبهن ببيض النعام يكن تحت الريش من الريح والغبار.
سعيد بن جبير والسدي: شبهن ببطن البيض قبل أن يقشر وتمسه الأيدي (¬5).
قوله تعالى {طوبى لهم وحسن مآب} (¬6)
عن ابن عباس: طوبى شجرة في الجنة، ونقل عنه أيضًا: أنها الجنة (¬7).
¬_________
(¬1) في نزولها جملة معها سبعون ألف ملك ماأخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن ص: 340، والطبراني 12/ 210 عن ابن عباس وله شواهد كثيرة وأخرج الحاكم - كتاب فضائل القرآن 2/ 314 عن جابر - رضي الله عنه - قال: لما نزلت سورة الأنعام سبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم قال: "لقد شيع هذه السورة من الملائكة ماسد الأفق". وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم. وانظر موسوعة فضائل سور وآيات القرآن (1/ 255 - 261).
(¬2) أخرج ابن الضريس في فضائل القرآن 103 / أنحوه وفيه زيادة عن إسماعيل بن رافع مرسلا وهو ضعيف لإرساله وروي نحوه عن عائشة أخرجه ابن مردويه. انظر الدر المنثور 4/ 209.
(¬3) جاء ذلك في حديث عائشة المتقدم ذكره، ولم أقف عليه من حديث أنس. وفي مغفرة

مابين الجمعتين لقارئها ماأخرجه ابن مردويه عن ابن عمر وفيه: وغفر له مابين الجمعتين. وقال المنذري: إسناده لابأس به (الترغيب 1/ 513).
(¬4) الصافات: 49.
(¬5) التحصيل 4/ 8.
(¬6) الرعد: 29.
(¬7) التحصيل 2/ 151.

الصفحة 592