كتاب التفسير والمفسرون في غرب أفريقيا (اسم الجزء: 2)

وفي قوله تعالى {وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة} (¬1) ذكر أن اشتقاق آدم من الأدمة في اللون، وهي السمرة فلا يصرف على هذا الوجه، إذا سمي به، ثم نكر عند سيبويه. وقيل: هو مشتق من أديم الأرض: وهو وجهها فيصرف إذا سمي به في المعرفة والنكرة (¬2).
وفسر السبات بأنه الراحة في قوله تعالى {وجعلنا نومكم سباتا} (¬3)، وقال: يقال: سبتت المرأة شعرها: إذا حلته وأرسلته. وقيل: إن أصل السبات الانقطاع عن العمل من أجل الراحة. ومنه يوم السبت (¬4).
وفي شرح قوله تعالى: {والذين كفروا فتعسا لهم وأضل أعمالهم} (¬5) قال ثعلب: التعس: الشر.
وقيل: هو البعد.
ابن السكيت: التعس، أن يخر على وجهه، والنكس أن يخر على رأسه. والتعس أيضا: الهلاك (¬6).
وقال في قوله تعالى {لافيها غول ولا هم عنها ينزفون} (¬7):
والغول في اللغة: الأذى والمكروه. يقال غاله الشراب واغتاله، إذا أذاه وذهب بعقله، والنزيف: السكران، وهو المنزف أيضًا، يقال: نزف الرجل: إذا ذهب عقله من السكر. وحكى أبو عبيدة: أنزف، إذا سكر.
وقال في قوله تعالى {ولاتؤمنوا إلا لمن تبع دينكم قل إن الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم أو يحاجوكم} (¬8): إن (أو) عند الفراء تدل على حتى، وتدل على (إلا أن) وذهب إلى نفس المعنى الكسائي واستدل بقول العرب: لا نلتقي أو تقوم الساعة.
أما عند الأخفش فهي عاطفة على {ولا تؤمنوا} أي ولا تصدقوا أن يحاجوكم عند ربكم (¬9).
وفي قوله تعالى {وفتحت أبوابها} (¬10)، قال:
الواو إثباتها عطف جملة وحذفها للضمير العائد من الجملة الثانية.
وقيل: الواو في قصة أهل الجنة زائدة، وقيل: زيادة الواو دليل على أن الأبواب، فتحت لهم قبل أن يأتوا لكرامتهم على الله عز وجل، والتقدير: حتى إذا جاؤوها وأبوابها مفتحة. وحذف الواو في قصة أهل النار، لأنهم وقفوا على النار وفتحت بعد
¬_________
(¬1) البقرة: 31.
(¬2) التحصيل 1/ 19.
(¬3) النبأ: 9.
(¬4) التحصيل 4/ 170.
(¬5) محمد: 9.
(¬6) التحصيل 4/ 83.
(¬7) الصافات: 47.
(¬8) آل عمران: 73.
(¬9) التحصيل 1/ 175.
(¬10) الزمر: 73.

الصفحة 596