كتاب التفسير والمفسرون في غرب أفريقيا (اسم الجزء: 2)
قال:
{ق:} (¬1) إشارة إلى القلب المحمدي الذي هو العرش الإلهي المحيط بالكل كما أن {ص:} (¬2) إشارة إلى صورته على مارمز إليه ابن عباس في قوله: {ص:} جبل بمكة كان عليه عرش الرحمن حيث لاليل ولا نهار. ولكونه عرش الرحمن قال: "قلب المؤمن عرش الله" (¬3). وقال: "لايسعني أرضي ولا سمائي ويسعني قلب عبدي
المؤمن" (¬4).
قال:
{قل أعوذ برب الناس} (¬5) رب الناس هو الذات مع جمع الصفات لأن الانسان هو الكون الجامع الحاصر لجميع مراتب الوجود فربه الذي أوجده وأفاض عليه كماله هو الذات باعتبار جميع الأسماء بحسب البداية المعبر عنها بالله ولهذا قال تعالى {مامنعك أن تسجد لما خلقت بيدي} (¬6) بالمتقابلين من الصفات كاللطف والقهر والجمال والجلال الشاملين لجميعها (¬7)
وهذه أمثلة لبعض نقوله الأثرية خلا ماتقدم في كلامه:
قال:
{واعتصموا بحبل الله جميعا} (¬8) ولهذا قال أمير المؤمنين عليه السلام: لا بد للناس من إمام بر أو فاجر. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من فارق الجماعة قيد شبر لم ير بحبوحة الجنة" (¬9). وقال: "الله مع الجماعة" (¬10). ولما نزل قوله تعالى {وأن هذا صراطي مستقيما ... . سبيله} (¬11) خط رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطا فقال: "هذا سبيل الرشد " ثم خط عن يمينه وشماله خطوطا فقال: "هذه سبل الشيطان يدعوه إليه" (¬12)
قال:
عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال
¬_________
(¬1) ق: 1.
(¬2) ص: 1.
(¬3) موضوع. انظر الموضوعات للصغاني 1/ 70، كشف الخفا رقم 1886.
(¬4) 2/ 526. والحديث المذكور لا أصل له. انظر: سلسلة الأحاديث التي لا أصل لها 1/ 3، وانظر أيضا أحاديث القصاص 1/ 1.
(¬5) الناس: 1.
(¬6) ص: 75.
(¬7) 2/ 873.
(¬8) آل عمران: 103.
(¬9) أخرجه الترمذي - كتاب الفتن - باب ماجاء في لزوم الجماعة 4/ 465 عن عمر مرفوعا بلفظ: من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة. وقال: حسن صحيح غريب.
(¬10) المرجع السابق عن ابن عباس مرفوعا بلفظ: يد الله مع الجماعة. وقال الترمذي: حسن غريب.
(¬11) الأنعام: 153.
(¬12) 1/ 208 والحديث أخرجه أحمد في مسنده رقم 4142، 4437 عن ابن مسعود مرفوعا بنحوه. وقال أحمد شاكر: إسناده صحيح.