كتاب التدريب وأهميته في العمل الإسلامي

واستعداداً وتهيؤاً، وأي الأسباب أعلق به وأشد تأثيراً فيه.
والله سبحانه وهو يعد عبده ورسوله محمداً - صلى الله عليه وسلم - ليتلقى القول الثقيل، وينهض بالعبء الجسيم اختار له قيام الليل؛ لأن ناشئة الليل هي أشد وطأً وأقوم قيلاً، ولأن له في النهار مشاغله ونشاطه الذي يستغرق كثيراً من الطاقة والالتفات ... )) (¬1).
وهذا الذي درب الله تعالى أنبياءه عليه صالح لأن يدرب عليه الدعاة والصالحون إلى آخر الزمان، فالمنهج واحد والعقبات متشابهة متقاربة، وقد بين الأستاذ سيد رحمه الله تعالى هذا الأمر أحسن تبيين في تفسيره لقوله تعالى (واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا * ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا) (¬2) حيث قال رحمه الله تعالى:
((هذا هو الزاد، اذكر اسم ربك في الصباح والمساء، واسجد له بالليل وسبحه طويلاً، إنه الاتصال بالمصدر الذي نزل عليك القرآن وكلفك بالدعوة، هو ينبوع القوة ومصدر الزاد والمدد: الاتصال به ذكراً وعبادة ودعاء وتسبيحاً ليلاً طويلاً، فالطريق طويل والعبء ثقيل ولا بد
¬_________
(¬1) ((في ظلال القرآن)): 6/ 3742 - 3746 بتصرف.
(¬2) سورة الإنسان: الآيتان 25 - 26.

الصفحة 76