كتاب الرحلة التتويجية لعاصمة البلاد الإنجليزية
الهند المعظم لدى المسامع، جلالة إدوارد السابع من الجلوس على مِنصَّة العز والتمكين، والتتويج بتاج الملك الرصين. انتخبت الحضرة الشريفة أعزها الله سفيرا لهذا المشهد الرائق والجمع الفائق. خديمها الأنصح المكرم الباشا الأفخم المحترم نخبة الباشوات الصادق السيد عبد الرحمن بن عبد الصادق ورشحته أيدها الله نيابة عنها لحضور هذا المحفل المحفوف بغاية الأبهة الملوكية وتهنئة لسلالة الملكة الفكتورية، والإسعاد للدولة البريطانية المفخمة بعاصمة إنكلترا، فكان ركوبنا على اليمن والبركة من ثغرنا السعيد كلاه الله وحماه في الساعة العاشرة صبيحة يوم السبت سابع عشر ربيع الأول سنة عشرين وثلاث مائة وألف هجرية، وذلك صحبة المركب الحربي الإنجليزي المسمى (رويان صفرن) قاصدين جبل طارق، ولما صعدنا له قابلنا رئيسه وكبراؤه مقابلة رسمية لائقة بالسفارة السعيدة، وفي الساعة الحادية عشر ونصف أقلع المركب بنا، وأثناء السير أتحف السفير المذكور رئيس المركب بسكين مُفَضَّضٍ رفيع بحمَّالته الذهبية، وخليفته بخنجر كذلك وفق
العادة الجارية، وبعد مسير ساعتين ونصف أرسينا بمرسى جبل طارق ونزلنا بالمون الجديد المعد لنزول أهل المراكب الحربية، وقابلنا عند (المون) وكيل سيدنا ثمة الأرضى الطالب السيد عبد السلام بوزيان وخليفة حاكم البلد
الصفحة 38
85