كتاب الرحلة التتويجية لعاصمة البلاد الإنجليزية

أربع والخامسة السفلى تحت الأرض إذ كل دار منها في الغالب تجد على بابها دربوزا من حديد خارجا عن حائط الدار وفيه درج للدار السفلى المعدة عندهم للطبخ والأشغال اللازمة والخاص منها ذو طبقات عشرة إلى أربع عشر بالطبقة السفلى وأكثر طرقها في
عرض العشرين ذراعا بعضها مر صفا بقطع من الخشب في شكل الحجارة وذلك لقلة الدوي وفقدان فرقعة العربيات.
وفي هاته البلدة عدة (لميدات) أي حدائق كبيرة متسعة جدا بل لكل حومة حديقة صغيرة خاصة بأهلها ويخترق بهذه المدينة النهر الكبير المشهور بالتمس تسافر فيه السفن الكبيرة وعليه عدة جسور بعضها من بناء وبعضها من الخشب ومنها قنطرة الحديد التي لا أعمدة لها بل أحد طرفيها على ضفتي النهر ووسطها معلق بقضبان من حديد وسلاسل ممتدة إلى الضفتين يرفع وسطها بتلك السلاسل عند إرادة فتحها ثم تسد بأسرع حركة ومناولة كما تفتح كذلك وهي من أعجب ما يرى، وقد خرقوا تحت بعض جهات هذا النهر طريقا يمر فيها بابور البر تحت الماء وفوقه تمر المراكب البحرية وفوق الوادي قنطرة تمر عليها العربيات والناس والدواب وفوق ذلك كله جسر يمر عليه بابور البر أيضا فصار مجموع طرق الاستخدام أربعة كما علمت ويشقها نهر صغير يسمى بنو ويرا أعني الوادي الجديد على ثمانية وثمانين ميلا من المدينة والميْل في اصطلاح الإنجليز عبارة عن سبعة عشرة ماية يرضة (1700)، وماؤه يجتمع من عدة عيون ويصب في صهاريج ومنها يجري على بسيط الأرض في قواديس جديدة حتى يدخل لجهة من جهات البلاد فقط وباقي الجهات يجري لها من محل آخر وينقسم

الصفحة 44