كتاب المطالع البدرية في المنازل الرومية

الوالدة والأولاد بقية تلك الليلة، في تلك السويعات اليسيرة القليلة إلى أن أذّن داعي الفلاح، ولمع الفجر بضيائه ولاح وسطع وجه المحجة وبان فتصدع الشمل حينئذٍ وبان:
قالوا الرحيلَ وما تملّت باللقا ... عيني ولا امتلأت بغير مدامعي
فتيّقَنَتْ روحي بأن مقالهم ... أن يصدق الحادي أشدَّ مصارع
فيا لله ما ألفه الصباح من عوائد الفراق وما أثره في الأكباد من الانفلاق، وقلت:
أقولُ للصبحِ حين أجْرَى ... عوائداً منه بالفراقِ
لا أشكر السعي منكَ حتى ... تكون لي رائدَ التلاقِ
ولما بلغ مولانا المقر الكريم، شيخ المسلمين السيد عبد الرحيم هذان البيتان، أنشدني لنفسه في هذا الشأن قوله:

الصفحة 27