كتاب كنز الكتاب ومنتخب الأدب (اسم الجزء: 1)

أَإِخْوانُنَا والموتُ قد حالَ بيننا ... وللموت حكم نافذٌ في الخلائٍق
سبقتكم للحين والعمر حلبة ... وأعلم أن الكل لا بُدّ لا حِقي
بِعيشكم أو با ضطجاعي في الثَّرى ... ألم يكُ في حلوٍ من الودّ رائق
فمن مرّ بي فليمض بي مترحّماً ... ولا يك منسيّا وفاء الأصادقِ
وقال أبو الحسن أيضاً:
بيْني وبينَ الحادِثاتِ خِصامُ ... فيما جَنَته على العُلاَ الأيَّامُ
كسَفت هِلالَ سَمائها منْ بَعْدما ... وافاهُ منْ كرمِ الخلال تَمامُ
ورَمتْ قضيبَ رِياضها بتَقَصفٍ ... غَضّاً سقاه منَ الشّبابِ غَمامُ
فاليَوْمَ بُستانُ المَكارِمِ ما حِلٌ ... واليومَ نُورُ المَعْلُواتِ ظلاَمُ
رامتْ صُرُوفُ الحادِثاتِ فأدْرَكَتْ ... منْ كانَ لم يبْعدْ عليه مَرَامُ
أوْدَتْ بِمُهْجَتِهِ اللّيالي بعْدَما ... فخَرتْ بهِ الأسْيافُ والأقْلامُ
وغدا وراحَ المجْدُ ذا ثقةٍ بهِ ... أنْ يردعَ الأحداثَ وهْيَ جِسامُ
وبدَتْ عليه منْ حُلاه شَمائلُ ... لا تَهْتَدي لِنُعُوتِها الأوْهامُ
كالرّوْضِ لمّا دَبَجتْه غَمامَةٌ ... والمسْكُ لمّا فُضّ عنهُ خِتام
ناحَتْ عليهِ الشهبُ وهي عَوابِسٌ ... وبَكى عليه الغيمُ وهْوُ جَهَامُ
وانْجابَ ظِلُّ الأُنْسِ فهوَ مقلَّصٌ ... وامتدَّ ليلُ الخطْبِ فهوَ تَمامُ
وارْبَدَّ نورُ الشمس في رَأْد الضُّحى ... حتّى استوى الإشْراق والإظلامُ

الصفحة 497