كتاب كنز الكتاب ومنتخب الأدب (اسم الجزء: 1)

ما للمَدامِعِ لا يطَلُّ بها الثرى ... والسَّادَة الكُبراء فيه نِيامُ
أكَذا يُبادُ حُلاحلٌ ومُهَذَّب ... أكذا يُقالُ مُسَوَّدٌ وهُمام
تعس الزّمانُ فإنما أيّامُهُ ... وَمُقامُنا في ظِلِّها أحْلامُ
لَتَرى الدِّيارَ وهُنَّ بعدَ أنيسها ... دُرُس المَعالِمِ والجُسُومُ رِمامن
والنسرُ مقْتنصٌ بأشراك الردى ... وبناتُ نَعْشٍ في الدُّجى أيتامُ
بأبِي قتيلٌ قَاتِلٌ حُسْنَ العزا ... مُذْ أقصدته من المنُونِ سهامُ
غدَرتْ به أمُّ اللُّهَيْمِ وَطالما ... فلَّ الخميسَ المجْرَ وَهْوَ لُهَامُ
وأبى له إلاّ الشهادَةَ ربُّه ... ومَضاؤُهُ والبَأْسُ والإقْدامُ
يا عيْنُ شَانُكِ والمدامعُ فَاسْجِمي ... ولْتَعْلَمي أنَّ الهُجوع حرامُ
إنَّ الذي كان الرجاءُ مُشيَّداً ... بِوفائه غَدَرَتْ به الأيامُ
فتكَ الرَّدى بأبي شُجاعٍ فَتكَةً ... زَلَّتْ لها رَضْوى وخرَّ شَمَامُ
فُقِدَتْ لها الآدابُ والألْباب ... والأحْسابُ والإسْراجُ والإلْجامُ
بَدْرٌ ولَيْثٌ أَقْفَرتْ منْ نُورهِ ... وآبائهِ الهالاتُ والآجامُ
نَدَبَتْهُ أبْكارُ الحُرُوبِ وعُونُها ... وبكاهُ حِزْبُ الله والإسلامُ
أيُّ السُّيوفِ قَضى عليه وبينَهُ ... قِدْماً وَبَيْنَ ظُبا السُّيوفِ ذمامُ

الصفحة 498