كتاب كنز الكتاب ومنتخب الأدب (اسم الجزء: 1)

وبأيّ لحْدٍ أوْ دَعُوه وإنه ... ماقَطُّ أودِعَ في الضّريحِ حُسامُ
ما كانَ إلاّ التبْرُ أُخلِصَ سبكُهُ ... فاسْتَرْجَعَتْهُ تُرْبَةٌ ورغامُ
يا حامِليه قِفوا عليْنا وقْفَةً ... يَشْفى بها قبلَ الوداعِ هُيامُ
رُدُّوا وليَّ الله حتَّى نَشْتفي ... من أروعِ شُفيتْ بِهِ الآلامُ
لا تُسْلِمُوهُ إلى الثَّرى فلسيفه ... مُذْ كان مِنْ أعدائه استسلامُ
ولتدْفِنُوه في الجَوانِح والحشا ... إنْ كانَ يُقْنِعه بهن مقامُ
واسْتَنْشِقُوا لِثَنائهِ عَرْفاً كما ... يَنْحطُّ عنْ نَفْسِ الصَّباحِ لِثامُ
أعْززْ عليّ بِزَهْرةٍ مَطْلُولة ... أمْسَتْ ولا غيْرَ الضَّريح كِمَامُ
أعزِزْ عليَّ بِضيغم ذي سَطْوةٍ ... أجَمَاتُه بعد الرِّماح رِجَامُ
إنْ كانَ أَفْنَتْهُ الحُرُوبُ فشَدَّما ... فنِيَتْ بِمُنْصُله الطلى والهامُ
أَوْرَاحَ مَهْجورَ الفِناء فَطالَما ... هَجَرَتْ به أرْواحَها الأجْسامُ
أمُضرّجاً بِدِ مائه هي ميتَةٌ ... وقْفٌ عليها السَّيّد القمقامُ
البأسُ والإقدامُ أوْ ردكَ الرَّدى ... إنْ كان أنجَى غيرَك الإحجامُ

الصفحة 499